بلدة صغيرة في سلوفينيا اسمها بيران تطل علي البحر الإدرياتيكي وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة. ولا يزيد عدد سكانها علي 15 ألف نسمة وفجأة أصبحت بيران أشهر مدينة في هذا البلد الذي كان يوماً ما إحدي جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. وكان الفضل في ذلك "لأوباما بيران" كما تسميه الصحف هناك. وقد أطلقت تلك الصحف اللقب علي "بيتر بوسمان" ذلك الطبيب القادم من غانا والبالغ من العمر 55 عاماً حيث دخل التاريخ كأول رجل أسود يتم انتخابه عمدة لمدينة سلوفينية. وجاء فوز بوسمان الذي ينتمي إلي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد أن فاز بأغلبية ضئيلة علي العمدة السابق الأبيض المستقل توماز جانتر. ولبوسمان قصة طويلة مع سلوفينيا حيث وصل عاصمتها لوبليانا عام 1977 قادماً من بلدة غانا لدراسة الطب والتحق بالفعل بكلية الطب في مدينة بوريتش التي تقع حالياً في كرواتيا. وكان ينوي العودة إلي بلاده بعد الانتهاء من دراسة الطب لكن علاقة حب ربطت بينه وبين زميلته كارمن فقرر البقاء في يوغوسلافيا والزواج ممن هام بها قلبه وأنجب منها بنتين. ويتحدث بوسمان عن تجربته في سلوفينيا فيقول إن فوزه بمقعد عمدة هذه البلدة الجميلة يعد دليلاً علي أن الديمقراطية تكسب كل يوم أرضاً جديدة في هذا البلد الأوروبي. وهو عموماً ليس جديداً علي عالم السياسة. فأبوه أيضاً كان طبيباً وكان رجل سياسة وهو نفسه مارس السياسة منذ مطلع شبابه في مسقط رأسه في غانا فقد شارك في الحركات المطالبة بالديمقراطية احتجاجاً علي النظام الديكتاتوري العسكري الذي جاء بعد انقلاب 1966 والذي أطاح بالزعيم نكروما. وعندما وصل سلوفينيا شارك في النشاط الطلابي والسياسي حتي أصبح رئيساً لاتحاد الطلبة الأفارقة في الجامعات السلوفينية. ويمضي بوسمان في الحديث عن تجربته فيقول إنه بمرور الوقت اندمج في المجتمع السلوفيني وشعر بأنه فرد عادي من أفراده. ولم يعد يري في لون بشرته عائقاً يحول دون الاندماج في هذا المجتمع ولم يشعر بأن أبناءه ينظرون إليه كأسود. بل ينظرون إليه كطبيب ناجح وكرجل طيب القلب. ويمضي قائلاً إنه يعشق الطب ولذلك فإن منصبه الجديد لن يمنعه من ممارسة مهنته. وأكد أنه سوف يخصص يوماً كل أسبوع للكشف علي المرضي مجاناً في عيادته الخاصة. ويقول إنه ينوي الحصول علي دروس في اللغة السلوفينية حتي يتكلمها كأهلها تماماً. فهو يتكلمها حالياً بطلاقة لكن هناك لكنة في حديثه استغلها ضده خصومه في المعركة الانتخابية. رغم أنه يعتبر بيران باتت موطناً وينفي بوسمان بشدة أن تكون لديه خطة لمزيد من التوغل في عالم السياسة علي مستوي الدولة. فهو يعشق الطب ويرفض أي شيء يبعده عن هذا المجال