قالوا يوما لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ان امرأة تصلي وتصوم وتؤدي العبادات في أوقاتها وبشروطها لكنها تؤذي جيرانها.. وقد جاءت اجابة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم تقول: "هي في النار" بمعني ان هذه العبادة التي كانت تؤديها هذه المرأة لا ثواب لها ولن تنتفع بها في الآخرة طالما ان آثار تلك العبادات لابد أن تنعكس علي تعاملاتها مع غيرها من الناس. وفي موطن آخر ينبهنا سيد الخلق إلي حقيقة يجب أن تظل في ذهن كل مسلم وهي ان: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ودخلت النار امرأة في هرة "قطة" حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ورجل كان مع رسول الله صلي الله عليه وسلم يجاهد في سبيل الله وقد أثني المجاهدون علي أدائه في ساحة القتال لكن الرسول صلي الله عليه وسلم قال هو في النار ولم تمض سوي فترة قصيرة حتي أصيب هذا الرجل اصابة خطيرة فلم يصبر لكي يحصل علي العلاج المناسب أو يضمد جراحه.. لكنه استعجل الأمر ووضع سهمه في جسده حتي أجهز علي حياته لكي يحصل علي لقب شهيد لكنه كان بمثابة الانتحار أي ان هذا الرجل انتحر ولا آثار لهذا المجهود الذي بذله في ساحة القتال مع أعداء الإسلام. أكد سيد الخلق علي هذه الحقائق لكي يوضح لكل مسلم ان آثار العبادات من صلاة وصوم وحج وصدقات لابد أن تنعكس علي سلوك المسلم وفي تعاملاته مع الآخرين فهناك مظاهر كثيرة تبدو في كل شئون الحياة وخلال تعامله مع جيرانه وأهله وكل من تربطه به أي صلة يجب أن يكون نموذجا يضئ الطريق حوله يجذب الناس إليه بأخلاقه.. وحسن أدائه والحفاظ علي كل ما اكتسبه من صلاة وعبادات بحيث لا تضيع هذه الأعمال نتيجة التفريط في الجهود التي بذلها. للأسف الشديد.. في البلاد الإسلامية نري المساجد تمتلئ بالمصلين والكل يتسابق لأداء الصلاة.. لكن في المسجد تبدو الصورة سيئة.. حيث تجد الرجل يتخطي غيره دون كلمات طيبة لمن يعبر الصف بجواره. ومصلياً آخر يفترش الأرض ولا يفسح المكان لآخر. وثالثاً حين يقف في الصف يقف كجدار حائط لا يتزحزح عن موقعه ولا يلين في يد اخوانه حين تحتاج الصفوف إلي سد الفرج. كما اننا نجد البعض ينتقد الآخرين بصورة تشير إلي أن الصلاة بلا آثار في تحركه وتعامله بالمسجد. ومن المشاهد التي لا أنساها ان شخصا دخل المسجد فوجد الصفوف مكتملة فوقف في مكان لا يغطي ظهر الإمام بينما قدم شخص آخر ووقف إلي جواره بعد أن رفض الأول الاستجابة لطلبه بالوقوف خلف ظهر الإمام.. وبعد الانتهاء من الصلاة كان هناك مجموعة من الجالسين فوق الكراسي في مؤخرة المسجد يقولون له: لقد أخطأت لأنك امتثلت لمن صليت بجواره. فقال لهم: هل أنتم مشغولون بالصلاة أم بما يحدث في المسجد مشيراً إلي أن المصلي لا يجب أن يشغله أي شيء عن العبادة. ولكن للأسف انبري له الفلاسفة والذين يتبرعون للإفتاء بغير علم. هناك أيضاً الذين ينتمون للدين الحنيف لكنهم لا يتحرون الحلال ويأكلون أموال الناس بالباطل وعندما يواجهون بمبادئ الإسلام وقواعده تجدهم يتهربون ولا يستطيعون الصمود أمام الأدلة التي تحاصرهم من كل جانب. وهناك أيضاً من يحرمون البنات من الميراث. وفريق آخر يفقد صوابه مع جيرانه. ويلوك أعراض الناس والحسد والحقد يغلي في داخله. وكأنه قد تجرد من كل الآثار والمعاني الطيبة التي تنعكس علي نفس المصلي أو الإنسان الذي يؤدي فرائض الدين. كثير من المظاهر والتصرفات التي تراها هذه الأيام. البعض تراه ذا لحية كثيفة.. وسلوكياته لا تعطي انطباعا بمكارم الأخلاق. متعصب.. لا يلتزم بآراء الآخرين. وآخرون تجدهم بعد العبادة في أماكن لا تتناسب مع مسلم يرعي الله في سلوكياته. وفريق يغش ويرفض أداء الشهادة وآخرون الجشع استولي علي قلوبهم فالميزان مختل والتدليس هو الأسلوب الأمثل. ولذلك نري المجتمعات الإسلامية متخلفة والعالم الآخر رغم انه لا ينتمي إلي الإسلام قد سبقهم بمراحل كبيرة. هذه المظاهر وتلك السلوكيات إذا لم يتخل عنها المسلم فإن الصورة سوف تزداد سوءا وسوف يعم الغلاء وترتفع الأسعار أكثر نتيجة هذه السلوكيات السيئة.. وقد نبهنا الحق تبارك وتعالي في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم إلي هذه الحقائق منها علي سبيل المثال لا الحصر "ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" "96 الأعراف" وقوله: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون" "58 الأعراف". من كل ذلك يتضح انه لا سبيل أمام أي مسلم يريد الابتعاد عن نار جهنم. ويفوز برضا ربه أن يتخلص من كل هذه العادات السيئة. وأن تكون تقوي الله هي حاجز الصد.. وتكون سلوكياته متطابقه مع أفعاله والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.