في سنة 1950 قررت الحكومة المصرية اقامة قاعدة جرانيتية في ميدان الإسماعيلية الذي أصبح اسمه ميدان التحرير بعد ثورة 23 يوليو. كان الغرض من اقامة هذه القاعدة وضع تمثال للخديو إسماعيل صاحب النهضة المعمارية للقاهرة الحديثة.. والذي تم صنعه في إيطاليا.. ولكن بعد قيام ثورة 23 يوليو نام مشروع هذا التمثال.. وظلت القاعدة خالية ودارت عدة أفكار لوضع تمثال آخر.. بديل واقترح البعض اقامة تمثال للجندي المجهول. وعقب وفاة الزعيم عبدالناصر اقترح توفيق الحكيم بأن يمثل هذه القاعدة تمثال لجمال عبدالناصر.. ولكن ظلت القاعدة شاغرة إلي أن تم رفعها عند حفر الميدان لمد خطوط مترو الأنفاق.. ولقد ظهرت أهمية هذا الميدان باعتباره صُرة القاهرة وحلقة الوصل بين جميع ضواحيها.. وفي 25 يناير 2011 زادت شهرة وأهمية حيث تحول إلي مركز لاندلاع ثورة 25 يناير.. ومن هذا الميدان خرج شارع محمد محمود.. وذلك نسبة إلي محمد محمود باشا الذي كان أحد الرجال البارزين في تاريخ مصر الحديثة وكان له دور مهم في ثورة ..1919 وقيل انه ابن أحد الأثرياء الذين رشحهم الانجليز للجلوس علي عرش مصر.. وكان دائما يتباهي بذلك قائلاً: "أنا ابن من عُرض عليه المُلك فأبي". وقد تولي رئاسة الوزارة سنة 1928 وكذلك عام 1937وهو الذي أبرم اتفاقية توزيع مياه النيل بين مصر والسودان. ويقول حمدي أبو جليل في كتابه: "القاهرة.. شوارع وحكايات".. ان هذا الشارع الذي أصبح شاهداً علي تاريخ مصر كان جزءاً من منطقة تُعرف باسم "اللوق".. فقد كانت المياه تتدفق فيه من نهر النيل وعندما انحسرت المياه عنه في القرنين السادس والسابع الهجري ظهرت أرضه اللوق هذه وقد سميت بهذا الاسم لان الفلاحين كانوا يعتمدون في زراعتها بعد انتهاء الفيضان فيبذرون البذور فيها ثم ضغطها بألواح الخشب حتي تختفي البذور في باطن الأرض الموحلة وهذا يسمي "التلويق". ويمضي حمدي أبو جليل في حكايته بأنه بعد انتصار الجيش العربي الإسلامي بقيادة السلطان قطز.. أخذ الأرض من الفلاحين ومنحها لفلول الأعداء وعندما تولي السلطان بيبرس الحكم لم يعتقل فلول التتار ولكنه سمح فقط لهم بالعيش فيها تحت نظره حتي يأمن شرهم.. وعندما جاء نابليون بونابرت أنشأ بالقرب منه المعهد العلمي الفرنسي.. الذي ظل قائماً إلي أن حرقه البلطجية بعد 25 يناير .2011 هذه حكايات ميدان التحرير الذي حدث به اعتداءات عدة من المتظاهرين والإرهابيين بعد 25 يناير ..2011 وكان آخرها تحطيم قاعدة النصب التذكاري منذ أيام..
