في أحد أيام عام 1957 أوفد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المهندس علي السيد.. المهندس برئاسة الجمهورية إلي المهندس سيد مرعي وزير الإصلاح الزراعي.. وكانت منطقة المعمورة ضمن أملاك الإصلاح الزراعي ويجري تحويلها إلي منطقة سياحية. وفي هذه المقابلة طلب المهندس علي السيد أن تحصل رئاسة الجمهورية علي قطعة أرض لبناء وحدات سكنية ورد سيد مرعي.. إذا كان الأمر كذلك فإن الجمعية التعاونية للإصلاح الزراعي تبني من رأسمالها مثل هذه الوحدات.. وفي هذه الحالة ممكن أن نبني لحساب الرئاسة هذه الوحدات. ولن يعلق المهندس علي السيد علي هذا الرد وانتهي الموضوع.. ويقول سيد مرعي في كتابه أوراق سياسية ج2: * بعد أيام فوجئت باستدعائي لمقابلة جمال عبدالناصر وبادره بسؤال: انت واقف "ليه" في موضوع أرض المعمورة "اللي عايزينها" لرئاسة الجمهورية. وقلت للرئيس: انا وجهة نظري هي.... وقاطعه الرئيس قائلا: ألا تذهب انت إلي الإسكندرية في الصيف.. وألم تحتفظ انت بكابينة.. قلت نعم: ورد الرئيس ألست أنا مواطن مثل أي مواطن ومن حقي أن أذهب إلي الإسكندرية في الصيف وأجد مكاناً أقيم فيه انا وأسرتي. وهنا قلت بسرعة: انا يا سيادة الرئيس لم أكن أعرف أن الأرض المطلوبة هي لك. كل ما ذكروه انها لمشروع لرئاسة الجمهورية. رد الرئيس.. هو مشروع فعلا لرئاسة الجمهورية أي أن هذا المشروع لكل رئيس جمهورية وليس لجمال عبدالناصر وحده!! ومرت سنوات.. وتكرر نفس الطلب فقد كان الرئيس السابق معجب بمنطقة شرم الشيخ وطلب من صديقه حسين سالم.. صاحب المشروعات السياحية الكبري في شرم أن يبني للرئيس وأسرته منطقة سياحية تليق بمقام الرئيس. ونفذ حسين سالم ما طلبه الرئيس وتم بناء ثلاث فيلات فاخرة داخل سور طويل عريض يحيط بها حدائق كأنها الجنة وتطل علي أجمل منظر علي الخليج.. ولكن في جميع الأحوال لم تكن هذه الفيلات ضمن أملاك رئاسة الجمهورية..