المشاركة السياسية للمرأة.. تدخل عهداً جديداً الكوادر تشارك في صنع القرار.. لأول مرة!! أعربت منظمات وجمعيات المرأة عن سعادتها بالإقبال الكبير من السيدات علي الترشيح للانتخابات البرلمانية القادمة سواء علي مقاعد الكوتة.. أو علي المقاعد الخاصة في مواجهة الرجال. أكدت د.إيمان بيبرس في الندوة التي نظمتها جمعية نهوض وتنمية المرأة أن المشاركة السياسية للمرأة ستدخل عهداً جديداً خلال المرحلة القادمة وذلك بعد القرار التاريخي للرئيس حسني مبارك بتخصيص 64 مقعداً للمرأة في مجلس الشعب القادم.. لتشارك الكوادر النسائية الجديدة لأول مرة في صنع القرار في مصر. شهدت الندوة مناقشات ساخنة حول إمكانية أن تقوم المرأة بهذا الدور علي أكمل وجه أم أنها تعتبر هذه المقاعد وجاهة اجتماعية وأنها ستذهب إلي البرلمان للفرجة فقط أم للمشاركة الفعلية في إعداد التشريعات الجديدة؟! وهل ستلجأ المرأة للتزويغ من الجلسات كما يفعل بعض النواب من الرجال أم ستكون حريصة علي حضور جميع الجلسات سواء كانت صباحية أم مسائية. في البداية أكدت الدكتورة إيمان بيبرس رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة علي ضرورة أن تلقي الكوتة المساندة والدعم الكافيين من المؤسسات الإعلامية وزيادة الوعي لدي أفراد المجتمع بأهمية دور المرأة السياسي مشيرة إلي ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية المرشحات من كل الضغوط والتهديد التي يتعرضن لها. تقول مني القرشي رئيس الجمعية المصرية لتنمية المجتمعات المحلية بالمقطم ونائب رئيس الاتحاد النسائي الدولي للمنظمة العربية: إنه رغم الإقبال علي الترشيح لمقاعد الكوتة فإن نسبة مشاركة المرأة المصرية في الحياة السياسية لا تتعدي 5% بينما لا تتعدي مشاركتها كنائب في البرلمان 2% كما أن مشاركتها في الانتخابات المختلفة تعكس تدنياً واضحاً في نسب المشاركة حيث لا يذهب التصويت من بين 5.3 مليون مواطنة لها حق التصويت سوي أقل من مليون فقط! أشارت فيما يتعلق بوضع المرأة في المجالس الشعبية المحلية تقل نسبة تمثيل النساء في مصر عن 5% وهو ما يقل كثيراً عن نسبة تمثيلهن علي نفس المستوي في دول تقل عنها كثيراً. أشادت مني القرشي بالقرار التاريخي الذي أتخذه الرئيس حسني مبارك بتخصيص مقاعد الكوتة للمرأة في البرلمان مما سيجعل المرأة المصرية في وضع أفضل بكثير في مجال المشاركة السياسية. تتفق معها جيلان عبدالفتاح بأمانة المرأة بالجيزة مشيرة إلي أن تخصيص المقاعد النسائية في البرلمان كان مطلباً قديماً للناشطات السياسات ومنظمات حقوق المرأة نظراً لما تواجهه المرأة من تحديات غير مشروعة تؤدي إلي فشلها وكما كانت المطالب قديمة وكثيرة كانت الوعود بالاستجابة أكثر ولكن دون جدوي حتي اتخذ الرئيس مبارك القرار التاريخي الخاص بكوتة المرأة.. تشير إلي أن الأحزاب السياسية تتنصل من المرأة ولا تساندها رغم أنها مؤهلة سياسياً وقادرة علي خوض الانتخابات بنجاح وخدمة أهل دائرتها بكل جدية. وتتعجب سعاد عبدالحميد أمينة المرأة وعضو المكتب السياسي للحزب الناصري من رفض المجتمع مشاركة المرأة السياسية طالما أن الإيجابيات تعم عليه مرة أخري. تشير إلي أن كل الوظائف العلمية التي تعتمد علي التغيير أثبتت المرأة نجاحها فيها بجدارة علي صعيد المواقع المختلفة فأصبحت أستاذة جامعية لا مثيل لها ومحامية تنافس أقرانها الرجال بكفاءة لا تقل عنهم وطبيبة متميزة ومهندسة نابغة.. وفي المقابل لم تنل حق المشاركة السياسية لأن هناك ثقافة اجتماعية كرسها النظام التعليمي والإعلام ضد المرأة.. مما رسخ في ثقافة الشارع ومؤداه أنه لا يجوز مشاركة المرأة سياسياً ولأن الأصوات الانتخابية تأتي من الشارع تتحكم فيها ثقافة العيب في انتخاب المرأة مما يجعلها مرفوضة سياسياً. أما سهير حسين جلبانة وهي أول امرأة من سيناء تدخل البرلمان وعضو اللجنة السياسية بالمجلس القومي للمرأة فتؤكد: أن المشاركة السياسية للمرأة تدخل في المرحلة القادمة عهداً جديداً.. حيث ستقدم النائبات الصورة الحقيقية للمرأة المصرية وبطريقة سهلة ومقنعة للمواطن المصري البسيط.. وعلي جانب آخر من ذلك فإن هناك مسئولية أخري للمرأة نفسها التي تنوي خوض الانتخابات فعليها الاستعداد بأساليب جديدة مبتكرة ومختلفة عن الطرق التقليدية القديمة. أضافت المرحلة المقبلة تحتاج لمشاركة المرأة في ندوات ثقافية واجتماعية وصحية تطرح من خلالها أفكاراً جديدة لحل مشاكل المجتمع الذي تعيش فيه وذلك من خلال دعم الحزب الذي تنتمي إليه فعليها أن تتواجد في المستشفيات والوحدات الطبية وزيارة الجمعيات الزراعية وتستمع لمشاكل الفلاحين وعليها أن تقف في طابور الخبز مع الناس فيشعرون بأنها منهم وتشعر بهمومهم وترسم لأهل دائرتها خريطة طريق للنهوض بمجتمعهم ولا مانع من أن تستعين بالخبراء لدعم أفكارها وتشارك أهل بلدها أحزانهم وأفراحهم. أضافت أن التحدي الثاني وهو مرحلة ما بعد الانتخابات والوجود علي مقعد البرلمان وفي رأيي أن هذه المرحلة هي عنق الزجاجة للانطلاق نحو مستقبل سياسي حقيقي للمرأة المصرية.