نظم أتيليه القاهرة ندوة لمناقشة رواية "زمن العشق.. والجنون" للكاتب عاطف عبد الرحمن.. وتعد هذه هي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته الأولي "أيام الإمام" والتي صدرت منذ نحو عامين.. وذلك بعد رحلة طويلة من الكتابة للمسرح والتليفزيون ومسرح الطفل.. قدم خلالها عاطف عبد الرحمن العديد من النتاجات الأدبية التي كانت دائما محل تقدير من النقاد والجمهور علي السواء وكانت دائما ما تثير الجدل النقدي والفني.. وكان فيها الكاتب واضحا دائما في انحيازاته واختياراته وتوجهاته بالدفاع عن حقوق الفقراء والمهمشين من ابناء الوطن. شهدت الندوة التي حضرها العديد من رموز الفن والأدب والثقافة نقاشا واسعا وجدلا كبيرا بين الحضور حول القيمة الأدبية للرواية.. وقد شارك في نقاش "زمن العشق والجنون" كل من الناقد اسامة عرابي والناقدة د. سامية حبيب وأعد الناقد أسامة عرابي دراسة مطولة عن الرواية أثارت العديد من النقاشات بعد قراءتها خاصة حين تحدث عن جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف واشار إلي انحياز الكاتب عاطف عبد الرحمن من خلال كتاباته السابقة ورواية "زمن العشق.. والجنون" تحديدا إلي أن عاطف عبد الرحمن قد أخذ مسارا مغايرا لإتجاه السلطة عبر كل كتاباته منحازا بكليته لقضايا الفقراء والمهمشين مدافعا عن حقوقهم حتي لو أدي ذلك إلي أن تتخذ السلطة منه موقفا معاديا في أحيان متعددة وتعد الدراسة التي قدمها اسامة عرابي أحد علامات إلقاء الضوء علي جرانب قيمية وأدبية أبرزها عاطف عبد الرحمن في الرواية. وبدورها أشادت د. سامية حبيب بالرواية وإن اختلفت مع بعض تفاصيل الأحداث ومصائر الشخوص بالرواية مما دفع بالقاصة سلوي محسن إلي مقاطعتها بضرورة ألا يناقش الكاتب في تصوره مبرزة أهمية العمل الجماعي في ورش الكتابة. وأشار الشاعر والروائي الكبير سمير عبد الباقي إلي أن عاطف عبد الرحمن وعبر رحلته الطويلة مع الكتابة يحاول دائما أن يبدو كاتبا محترما.. إضافة إلي أن عاطف عبد الرحمن في رواية "زمن العشق والجنون" قد حقق نقلة بنيوية من حيث الشكل مقارنة بروايته الأولي "أيام الإمام" وإن كان قد حافظ علي بساطة اللغة التي يسرد بها مما يثير إعجاب وأشار ت الكاتبة ابتهال سالم إلي أننا بالفعل أمام كاتب كبير القيمة.. وتعد رواية "زمن العشق والجنون" تجسيد الانحيازات الكاتب وتجلي ذلك في اختياراته للشخصيات وصولا إلي مصائرهم المحتومة.. التي تفرضها ضرورة السرد