يبدو ان هناك بادرة أمل لتغيير المفاهيم والانظمة التي كانت سائدة قبل ثورة 25 يناير لكن هناك أولوية لتصحيح الأوضاع وأهم هذه الأولويات احترام آدمية الانسان التي يبني علي اساسها كل شيء في المجتمع فمثلا نجد ان الحجز في أقسام الشرطة وعنابر السجون يتساوي فيها المجرم مع الطبيب والمهندس والتاجر وغيرهم من الشرفاء المحجوزين علي ذمة قضية ما وهذا يؤدي إلي اهدار كرامة الشرفاء بين ارباب السوابق والمسجلين خطر وقد يتحول الشريف إلي مجرم بسبب اختلاطه بالمجرمين وادمانه للمخدرات والبعض الآخر يتحول إلي مجرم داخل حجز اقسام الشرطة لصد اعتداءات البلطجية داخل الحجز والتكشير عن انيابه حتي يستطيع ان يعيش بينهم ويحمي شرفه وعرضه. في الحقيقة ان ما يجري حاليا داخل السجون المصرية يحتاج إلي إعادة النظر فمثلا تصنيف المساجين في العنابر يتم طبقا لنوع الجريمة دون مراعاة مهنته أو اخلاقياته ومن هنا يزداد الاجرام ويتحول السجن من اصلاح وتهذيب إلي تدريب للاجرام. اتذكر واقعتين شاهدتهما بنفسي داخل سجن النساء بالقناطر وداخل حجز قسم منشية ناصر عندما كنت اقوم بعمل تحقيقات مع المساجين الأولي شاهدت طبيبة في عنبر القتل وهي ترتدي ثوب السجون لكن يبدو علي وجهها علامات الأدب والخجل تجلس منكسرة مذلولة بينما باقي زميلاتها من المساجين يمرحن ويتلفظن بالفاظ تخجل الطبيبة من سماعها. طلبت من مأمور السجن أن يكون حواري هذه المرة مع الطبيبة المسجونة حتي نتعرف علي الجريمة التي دفعتها خلف الاسوار وبين ارباب السوابق ولماذا لم تشارك زميلاتها في المرح واللهو داخل السجن؟! الغريب ان الطبيبة داخل عنبر القتل مع ارباب السوابق لانها أخطأت اثناء عملية ولادة لاحدي السيدات ومات الجنين وتم الحكم عليها بالسجن 6 أشهر ولا أستطيع ان اصف لكم شعور هذه الطبيبة وهي وسط المجرمات والبلطجية وكيف تحولت الطبيبة من انسانة محترمة وديعة إلي انسانة شرسة حتي تحمي نفسها داخل السجن. والواقعة الثانية مهندس كان محجوزا في قسم شرطة منشية ناصر في قضية اشغال طريق وشاهد كل انواع البلطجة اذا لماذا لم يكن هناك تصنيف للمساجين طبقا لنوعية وظائفهم وان يتم الفصل بين الشرفاء وارباب السوابق في اقسام الشرطة حتي نحمي الشرفاء من السقوط في براثن الاجرام لمجرد جريمة بسيطة دفعته خلف الاسوار بالصدفة فهل من مجيب.