عندما تبدأ قوات حلف شمال الأطلسي اليوم مناورة رئيسية في لاتفيا وبولندا فإنها ستجري تدريبات علي كيفية طرد عدو مجهول يغزو منطقة افتراضية. لكن بالنسبة للبعض فإن المناورة ستختبر كيف يمكن للحلف الغربي أن يرسل قوات انتشار سريع إلي جناحه الشرقي - الذي يقع علي حدود روسيا. وتثير روسيا التي تستعيد قوتها العسكرية وتعيد تسليح نفسها بسرعة انزعاج بعض دول الحلف. ولكن هناك أعضاء آخرون في الحلف منزعجون ويتساءلون لماذا تشعر موسكو بأنها في حاجة لانفاق مبالغ طائلة لمواجهة تهديد من الغرب لن يحدث ابدا. ويؤكد حلف الأطلسي أن المناورات العسكرية لا تستهدف روسيا مباشرة رغم أن بعض المسئولين يقولون إن أحد أهدافهم هو طمأنة دول شرق أوروبا الأعضاء في الحلف في وقت تجوب فيه روسيا المجال الجوي لدول الحلف بقاذفات قنابل وتبني سفنا حربية وتجري مناورات أكثر تطورا من أي وقت مضي. وسوف يشارك في المناورات التي تجري في الفترة بين 2 و7 نوفمبر تشرين الثاني سبعة آلاف من الجنود والأفراد بينهم قوات خاصة ودبابات وطائرات وسفن والهدف الرسمي من تشكيل قوة الرد السريع التابعة للحلف هو العمل في أي مكان في العالم. لكن المناورات الحربية تشكل أيضا بالنسبة لدول البلطيق التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي تدريبا علي سيناريو غير مرجح لكنه محتمل. وقال وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس "روسيا كدولة تزيد من وجودها في البلطيق." وأضاف أن مناورة حلف الأطلسي "مهمة بالنسبة لنا لأنها أول تدريبات نتدرب عليها بالفعل للدفاع عن أرضنا." وقال القائد الأعلي لقوات الحلف الجنرال فيليب بريدلاف إن المناورة ستظهر قدرة الحلف علي خوض حروب متطورة والدفاع عن أراضيه. وستوجه دعوة لمراقبين روس. وقال في سبتمبر "علينا أن نكون مستعدين لعمليات عسكرية أكثر تطورا" وأضاف أن الخبرات التي اكتسبها الحلف من مكافحة التمرد المسلح في أفغانستان لم تعد كافية. ويقول خبراء إن قدرة روسيا المتطورة تتحسن بسرعة والحلف يرد علي ذلك. لكن أنشطة الحلف القريبة من روسيا تزيد روسيا غضبا. ويشكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن انهيار الاتحاد السوفيتي سمح للغرب بأن يتوسع في المجال الحيوي التقليدي لروسيا لاسيما في جمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة. لكن المسئولين الغربيين يقولون إن الأولوية بالنسبة لهم لا تزال العمل مع روسيا. وجرت تدريبات مشتركة بين طائرات الحلف والطائرات الروسية علي محاربة الإرهاب بينما زارت سفن حربية تابعة للحلف موانئ روسية.. وشهدت القمة بين روسيا والحلف في بروكسل هذا الشهر اتفاقا علي تكثيف التعاون.