تواجه منظومة إصلاح وإعادة هيكلة المؤسسات القومية حالة من التعثر مما يزيد من حجم المشاكل والتأثيرات السلبية علي أوضاع المهنة والعاملين فيها. وعلي الرغم من أن الصحافة تواجه مجموعة من التحديات تمثل تهديدا صريحا علي بقائها واستمرارها في ظل ما تعانيه من مشاكل اقتصادية وتمويلية تتطلب ضرورة إعادة النظر في سياسات الملكية والإدارة والتمويل للوقوف علي كل مواطن الخلل في محاولة جادة لاحداث تغيير جذري للنهوض بها. أعضاء المجلس الأعلي للصحافة قالوا إن الدراسات لم تشمل كل المؤسسات القومية لكنها اقتصرت فقط علي مؤسسات الجنوب. أوضحوا ضرورة إجراء تقييم لكل الدراسات والمقترحات لإبداء الرأي وتقديم رؤية جادة وموضوعية وحلول تمكن المسئولين عن المؤسسات من مواجهة كل الممارسات التي أدت إلي تفاقم المشكلات. قالوا إن المشاكل المتعددة والملفات الساخنة استغرقت وقتا من عمل المجلس مما عطل ملف التطوير. * أسامة أيوب أمين عام المجلس الأعلي للصحافة أشار إلي أنه كان يتعين علي المجلس البدء بدراسة ملف إعادة هيكلة المؤسسات القومية وإصلاح أوضاعها الاقتصادية والمالية التي انعكست علي أحوال الصحافة وساهمت في تردي الأوضاع والتدهور الذي أصاب المهنة لكن نظرا لضغوط الجماعة الصحفية والمطالبات بالبدء في تغيير القيادات إلي جانب العديد من الملفات الساخنة التي تتعلق بالتظلمات وعدم المد لمن تجاوز ال60 عاما إضافة إلي ملف الصحف المتوقفة عن الصدور ومشاكل الأجور المتعلقة بالعاملين فيها كل هذه الاشكاليات كان لابد من اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهتها وبالتالي فقد استغرقت وقتا من عمل المجلس خلال الفترة الماضية. أكد أنه ليس هناك تباطؤ في اتخاذ القرارات ولكن هذه المرحلة تستوجب الدراسة المتأنية حتي لا تترتب أية تداعيات سلبية علي أي قرار. أوضح أن الدراسة الاقتصادية التي أعدها أمير المكاتب الاستشارية الكبري لإعادة هيكلة المؤسسات القومية اقتصرت علي أربع مؤسسات فقط المعروفة بمؤسسات الجنوب وهي دار التحرير دار المعارف دار الهلال ومؤسسة روز اليوسف ومازالت أربع مؤسسات لم يتم الانتهاء من دراسة أوضاعها. وسيتم عرض الدراسة علي أحد بيوت الخبرة وأساتذة الاقتصاد لإبداء الرأي النهائي حول التقارير التي تسلمناها. منعطف خطير قال إن الصحافة القومية تمر اليوم بمنعطف خطير وتحتاج لإصلاح شامل وإدارة أفضل بحيث تقلل الفاقد وتزيد الموارد التي تمكنها من التطوير.. وأوضح أن معالجة اختلال الهياكل الاقتصادية والتمويلية في المؤسسات القومية يتمثل في عدة نقاط منها علي سبيل المثال دمج بعض مؤسسات الشمال مع مؤسسات الجنوب وضخ أموال من الدولة واستثمارات جديدة لسد العجز في ميزانياتها.. وكذلك هناك مقترح قد يبدو صعبا لكنه ليس مستحيلا وهو إسقاط الديون والضرائب السابقة لكن المشكلة أن هذا الإجراء يتطلب إصدار تشريع اقرار من رئيس الجمهورية. أشار إلي أن لجنة الشئون المالية والاقتصادية بالمجلس تناقش هذه النقاط والمقترحات لتقدم رؤية وتصور للوصول إلي أفضل السبل لإدارة اقتصادية رشيدة. * أسامة سلامة رئيس تحرير روز اليوسف السابق وعضو المجلس الأعلي للصحافة قال إن إصلاح الهياكل يتطلب دراسات شاملة لكل المؤسسات وحتي الآن لا توجد دراسة مكتملة بحيث تمكننا من البدء في عمليات التحديث التي تساهم في تدبير السيولة المالية التي تساعد الصحف في الاستمرار والبقاء. أوضح أن أبرز المشكلات التي تم رصدها خلال الأعوام السابقة هي اختلال في الهياكل التمويلية والاقتصادية للعديد من المؤسسات الصحفية القومية واعتمادها علي الدولة لسد العجز في ميزانيتها دون اللجوء لأساليب ومحاولات لتغيير الأوضاع السائدة مما ساهم في تفاقم المشكلات بصورة خطيرة تستوجب البدء في العمل لإيقاف نزيف الخسائر والتدهور. أشار إلي ضرورة تدخل الدولة لإسقاط ديون المؤسسات مع سرعة جدولة الديون التجارية والبنكية إلي جانب الممتلكات والأصول لإعادة تشغيلها والاستفادة منها.. وأضاف أن الشراكة بين المؤسسات الأكثر تدهوراً وإنشاء شركات للطباعة وأخري للإعلانات والتوزيع ربما يكون صيغة أفضل لمواجهة أزمات هذه المؤسسات. مع ضرورة إيقاف كل الإصدارات التي لم تحقق نجاحاً وأرباحاً وتتحول إلي إصدارات إلكترونية. لابد من التجديد في سياسات التوزيع والتسويق لأنها تشكل عائدا ومصدراً من مصادر التمويل في الصحف القومية.. وقال إن التأخير في هذا الملف الشائك ليس متعمدا من قبل المجلس الأعلي للصحافة ولكن بصفته القائم علي شئون المهنة سوف يدعو جميع المهنيين والمتخصصين لحلقة نقاش وحوار مجتمعي موسع وجلسات استماع لحسم تلك القضية التي غاب الرشد عن كثير من سياسات الإدارة الصحفية مما أدي إلي تدهور المهنة وفي نفس الوقت نساعد في وضع أطر واضحة وسياسات لمواجهة الأوضاع الراهنة حتي تستطيع الجهة المسئولة بعد انتهاء عمل المجلس تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. أولويات هامة * كريمة كمال رئيس لجنة الصحافة بالمجلس.. تري أن هناك أولويات يتعين علي المجلس الاهتمام بها في المرحلة الحالية وهي تعيين رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير الجدد فهذه الخطوة سوف تساهم في الارتقاء بالعمل الصحفي واستقرار المؤسسات حتي تكون مستعدة لإجراء التطوير وحل كافة مشاكل الملكية والإدارة والتمويل التي أثرت بالسلب طوال الأعوام الماضية علي مسيرة الصحافة القومية وأوضاع الصحفيين.. وأكدت أن الإصلاح الحقيقي والشامل لكل أحوال المهنة يتطلب مراجعة دقيقة ومستمرة لأوضاع المؤسسات وطرح الرؤي والأفكار التي تلائم المتغيرات المحلية والعالمية. لذلك لابد من إجراء دراسات مستفيضة سوف تستغرق بعض الوقت وكذللك لابد من خضوعها للتقييم والحوار بين جموع الصحفيين لإبداء الرأي بما يساهم في الخروج بأفضل صيغة تساهم في احداث النقلة المطلوبة في الأداء الاقتصادي الذي يقيل المؤسسات من عثرتها ويمكنها من مواجهة المتغيرات الكثيرة.