لم تكن ياسمين وهدير عبدالرحمن الطالبتان بالمرحلة الإعدادية بمنطقة الطالبية بالهرم تدريان أن القدر سيقودهما إلي فقدان نظرهما بسبب رعونة واستهتار أحد أبناء المنطقة التي يقيمان فيها حيث أطلق عدة أعيرة نارية من فرد خرطوش ابتهاجا بالعرس فأصابت رصاصاته الغادرة الشقيقتين في أعينهما فنتج عنها انفجار بعين كل منهما. الواقعة كما ترويها الأوراق ان الطفلتين هدير وياسمين 13 و14 سنة كانتا تستذكران دروسهما داخل شقتهما بالطابق الرابع.. وفجأة سمعتا أصوات طبل وزمر وزفة عروسين أسفل العقار الذي تسكنان فيه.. وبينما هما في نشوة الفرح تتجاوبان مع الموسيقي وحالة الصخب فإذا برصاصات طائشة تنطلق نحوهما فتفجر عينيهما في لمح البصر. سمعت الأم صراخهما فخرجت إلي الشرفة لتجد بنتيها هدير وياسمين غارقتين في دمائهما.. فصرخت هي الأخري بأعلي صوتها ليتجمع الجيران والمدعوون ويكتشفون أن عيني الطفلتين قد انفجرتا بعد أن أصابهما عيار ناري سارع المدعوون بنقلهما إلي مستشفي قصر العيني لإسعافهما ولكن الأطباء اكتشفوا ان الاصابة نتجت عنها انفجار بإحدي عيني كل منهما.. وأكد المدعوون أن مطلق الأعيرة النارية شخص بالمنطقة يشتهر بعمرو الطيار وانه هرب بعد أن علم بفداحة جرمه وبعد أن حول العرس إلي مأتم. كشفت تحريات مباحث الطالبية ان المتهم وشهرته "الطيار" يطلق الأعيرة النارية ابتهاجا بالعرس وانه لم يكن يقصد إصابة ياسمين وهدير ولا يوجد بين الأسرتين أي خلافات وان السلاح المستخدم في الواقعة فرد خرطوش محلي الصنع غير مرخص. تمت إحالة الواقعة إلي النيابة التي وجهت للمتهم تهمة إحراز سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص والتسبب في إصابة المجني عليهما نتيجة إهماله ورعونته وعدم احتراز باطلاقه أعيرة نارية نتج عنها انفجار في العين وإصابة الأخري بشظايا أيضا. أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد عبداللطيف حمزة وعضوية المستشارين جعفر محمد نجم الدين ومجدي مصطفي وأمانة سر صلاح مصطفي حاول أهلية المتهم التصالح مع والد المجني عليهما بعد أن فشلت مساعي الصلح السابقة وعرض المتهم 100 ألف جنيه وإيداعها بخزينة المحكمة مقابل التصالح إلا أن والد المجني عليهما رفض التصالح وقرر السير في الإجراءات القانونية.. ضد المتهم بعد أن أحدث عاهة مستديمة لنجلتيه.. لتقضي المحكمة بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 3 سنوات عقابا علي تهوره واستعراض عضلاته.