تشتهر بعض القري بمحافظة الشرقية بحرف معينة تعتبرها أحسن من البترول وتحقق لسكانها كل الخير والآلاف من فرص العمل للشباب فقرية القراموص أو كما يطلق عليها البعض ملوك البردي وعزبة الطوبجي بأبوكبير يزرع أهلها اللوف ويصدرونه للخارج لكن بسبب افعال الاخوان التي طفشت السياحة اغلقت الغالبية من المصانع وتم اقتلاع الاشجار وتم تسريح العمالة. "المساء" زارت القريتين والتقت بالأهالي للوقوف علي حقيقة مشاكلهم علي أرض الواقع لعلها ان تجد حلا لدي المسئولين. يقول سعيد طرخان: قريتنا من اشهر القري علي مستوي الجمهورية والعالم في زراعة وصناعة نبات البردي والبداية كانت عام 1977 عندما احضر د.أنس مصطفي سمك الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة أحد ابناء القرية عيدان البردي لأول مرة بالقرية وتم البدء بزراعة خمسة قراريط وبعد ان انتعشت وشعر الجميع من ابناء القرية بتحقيقها عائداً ولا في الأحلام زادت المساحة إلي 400 فدان من اجمالي 500 فدان هي مساحة القرية وبدأ 15 ألف شخص هم سكان القرية في التدرب علي تصنيع الورق وتحويله من منتج زراعي إلي صناعة يدوية واصبحت "القاشية معدن" وكان الشباب من أبناء القري المجاورة يأتون للعمل بقريتنا وكنا محط انظار الجميع ولكن بعد الثورة وعدم استقرار البلاد بسبب ما يفعله الاخوان في حق الوطن واشاعة الفوضي أدي إلي تطفيش السياح والعملية الآن واقفة ونطالب بالمساواة بعربجية الاقصر فأبناء القرية يكادون يشحذون بعد أن تقلصت المساحة إلي 200 فدان والانتاج مكلف والمهنة في طريقها للانقراض. * محمد عبدالمنعم: امتلك مصنعا للبردي وأعمل به منذ 30 عاما وما حدث للسياحة من انهيار ضرب الانتاج ومعظم الناس بطلت ومش قادرة تقاوم التكلفة والتي هي أكبر من الدخل ونحن في انتظار الفرج. يلتقط عبدالرحمن السيد اطرف الحديث قائلا: في البداية امتهن اهالي القرية مهنة صناعة البردي وكان يتم بيع الورق خام دون عمل رسومات عليه ولكن تطور الأمر واستطاع أهالي القرية أن يتعلموا كيفية تحويل الورق إلي عملية فنية وذلك بعد قيام د.انس باستدعاء عدد من الفنانين لتعليم الاهالي والشباب تلوين ووضع الرسومات الفرعونية وغيرها وتطور الوضع إلي أن تعلم الأهالي تصنيع الألوان ولكن بسبب المشاكل التي تحاصرنا كارتفاع اسعار الاسمدة وادوات الصناعة كالاقمشة الحرارية التي وصل سعر المتر فيها ما بين 60 إلي 120 جنيها إلي جانب ارتفاع اسعار الالوان أدي إلي تقلص المساحة المنزرعة بالمحصول وكذلك تراكم الانتاج في السنوات السابقة بسبب النقص في عدد السياح كل ذلك سيؤدي إلي اندثار هذه الزراعة التي يعمل بها أكثر من 80% من أهالي القرية والتي اطلق عليها البعض "ليبيا الصغيرة" حيث انها القرية الوحيدة التي لم يكن بها عاطل. اشار عبدالمبدي عبدالعظيم إلي ان القرية يوجد بها جميع المدارس بمراحلها المختلفة الثانوية والأزهرية وكان معظم الأهالي يزرعون البردي وسبق ان انشأ د.محمود الشريف محافظ الشرقية ووزير التنمية المحلية الاسبق مقرا لاتحاد منتجي البردي ومن المشاكل التي تواجهنا هي عملية التسويق وخاصة بعد الثورة. يقول ابراهيم علي عوض: القرية كانت تستقبل افواجا من السياح لمشاهدة صناعة البردي علي الطبيعة ولكن لم تطأ قدم أي أحد من السياح القرية بسبب الاحداث المتتالية عقب الثورة فهل تتحرك وزارات الصناعة والتجارة الخارجية والسياحة والثقافية وهيئة للمحافظة علي زراعة وصناعة البردي وذلك لاحياء التراث المصري القديم والحفاظ عليه. محمد حسانين موظف بالأزهر من عزبة الطوخي المشهورة بزراعة نبات اللوف يقول: غالبية ابناء القرية يزرعون نبات اللوف والذي يحقق عائدا مجزيا وهو بمثابة ثروة معدنية لنا ونقوم بزرع اللوف في شهر مارس ونجمعه في شهر ديسمبر علي فترات ونقوم بوضع اللوف بعد جمعه في أكياس وعطنه بالترعة لمدة يومين بعدها نقوم بغسله بالمياه وتنشيقه وعمل عرمه وفرزة وعما فيات درجة أولي وثانية وبعدها يتم بيعه لمصانع العاشر من رمضان والتي تصنعه وتصدره للخارج ويحقق الفدان 25 ألف جنيه سنويا وفي حالة بيع المحصول قطاعي في الاسواق يحقق دخل يزيد علي الضعب والغالبية من شباب القرية يعملون في تجارة اللوف لافتا إلي أن اللوف الخشن عمره اطول وهو المطلوب في السوق. الحاجة اخلاص عبدالرحمن السيد: اليد البطالة نجسة ورغم ان سني كبيرة الا انني اعمل ونزرع اللوف لنعيش من دخله طوال العام وتجارة اللوف تحقق دخلا مش بطال ودوري يقتصر علي تقليب اللوف وانزال المياه منه حتي لا يعطن ويسود لونه.