كابوس الغرق يداهم سنوياً 150 ألف مواطن في أربع قري بمركز سنورس بمحافظة الفيوم في بداية فصل الشتاء وعلي غير العادة ومع احتفال المواطنين بثاني أيام عيد الأضحي جاء دون سابق إنذار ليقضي علي الأخضر واليابس ويشرد السكان في 85 منزلاً بعد أن غرقت ليتحول الاحتفال بالعيد إلي دمار وخراب. أغرقت مياه مصرف البطس البحيرة قري عبدالعظيم وخلف والحبون وصالح شماطة الذي يصب في مركز سنورس وارتفع منسوب المياه بالمصرف بسبب الاختناق الذي حدث فيما علل خبراء الري المشكلة إلي ارتفاع منسوب المياه بالمصرف نتيجة المزارع السمكية التي تنتشر بالمنطقة الموازية لساحل البحيرة وقيام المواطنين بالتعدي علي المصرف ومنع مياهه من الانسياب علي امتداد المصرف مما أدي إلي تسرب المياه الزائدة إلي المناطق المجاورة السكانية والزراعية. المشكلة استفحلت وامتدت من قري وعزب عبدالعظيم الحبون خلف وغيرها من صالح شماطة إلي قري الرغاي وأبوحسين والنويشي التي يقطنها أكثر من 150 ألف نسمة يخترق قراهم مصرف البطس بشكل مرعب ومخيف حيث يصل عرضه في بعض الأماكن لأكثر من 30 متراً وتصل مياهه إلي حوافه التي تقترب من سطح الأرض بشكل يدعو للقلق وكأنها تكاد تتدفق إلي المنازل دون حاجز أو حائط يحول دون وصولها لمنازلهم وهي مشكلة مزمنة تؤرقهم منذ عشرات السنين دون جدوي رغم تعدد وتوالي المسئولين من وزراء ومحافظين وغيرهم. كان الدكتور محمد عبدالمطلب وزير الموارد المائية والري كلف لجنة فنية من هيئة الصرف برئاسة المهندس فتحي جويلي رئيس الهيئة بتفقد تلك القري للوقوف علي أسباب ارتفاع منسوب المياه بالمصرف والذي أدي لغرق المنازل وبعض الأراضي الزراعية بها. هذه القري التي لايزال الرعب والخوف يسيطران علي أهلها لأن "مصرف البطس" الذي يصب في بحيرة قارون هو أحد أهم الشرايين الرئيسية للصرف الزراعي المغذية لبحيرة قارون. أشار الأهالي بأصابع الاتهام إلي تعطل محطات رفع المياه من المصارف إلي بحيرة قارون والذي أدي إلي ارتفاع منسوب المياه بالمصرف وارتدادها إلي المنازل والأراضي المجاورة وقال رئيس القرية إن غرف طوارئ العيد "حبر علي ورق" وأن عدم وجود كراكة بذراع طويل كاد يؤدي إلي كارثة. يقول محمد عبدالله إن التكاتف المجتمعي لأبناء القري التي تضررت من مياه المصرف وعادات أهل الريف امتصت الصدمة وفتحت العديد من الأسر أبواب بيوتهم للمتضررين من الأقارب والأصدقاء والجيران الذين أغرقت مياه المصرف بيوتهم خلال أيام العيد. يؤكد مصطفي طلبة أن مصرف البطس يمثل كابوساً يجثم علي صدور أهالي القري المتاخمة لبحيرة قارون والغريب أن الأجهزة المختصة تركت المياه تنحر في جوانب المصرف لتنهار يوماً بعد يوم دون أن تتحرك منذ سنوات طويلة ولم نشاهد أي كراكات للتطهير منذ زمن بعيد. يطالب شعبان محمود وعلي كمال ورجب محمود بوضع مصرف البطس في خطط الري والإدارة العامة للصرف والوحدة المحلية لأعمال التكاسي للحد من النحر في جوانب المصرف وتدفق المياه للقري التي يخترقها ويمثل خطورة بالغة لأهلها.