يسيطر الرعب و الخوف على أهالي 4 قرى تابعة لمركز ومدينة سنورس والمجاورة لبحيرة قارون فى الفيوم، بسبب " مصرف البطس" أحد أهم الشرايين الرئيسية لتغذية البحيرة .. و ذلك بعد أن غمرت مياه المصرف الزراعي أكثر من 85 منزلاً بالقرى وبات أصحابها إما بالعراء أولدى أقاربهم بداية من أول أيام العيد إلى اليوم. زارت " كاميرا البديل " المكان والتقت الأهالي ورصدت مخاوفهم وشاهدت الأضرار على الطبيعة التي خلفتها مياه الصرف الزراعي التي تدفقت للمكان فجأة ودون سابق إنذار.. و تسببت في تلفيات شديدة في الأثاث والأغراض، واستخدم الأهالي مهنتهم في الصيد " الفلوكة " لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعزلت القرى التي تضررت عن القرى المجاورة بعد أن ارتفع منسوب المياه في الطرق و الشوارع الرئيسية أكثر من 50 سم. يشير الأهالي بأصابع الاتهام إلى المسئولين عن تشغيل محطات رفع المياه من المصارف إلى بحيرة قارون و التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه بالمصرف وارتدادها إلى المنازل بعد أن طفح بها المصرف، ورئيس القرية يؤكد أن غرف طوارئ العيد حبر على ورق وعدم وجود كراكة بذراع طويلة كاد يؤدى إلى كارثة . " عبد العظيم الحبون خلف الرغاى صالح شماطة أبو حسين النويشى " وغيرها من التوابع التي يقطنها أكثر من 150 ألف نسمة و يخترق قراها " مصرف البطس " بشكل مرعب و مخيف، حيث يصل عرضه في بعض الأماكن أكثر من 30 مترا وتصل مياهه إلى حوافها التي تقترب من سطح الأرض بشكل يدعو للقلق وكأنها تكاد تتدفق إلى المنازل دون حاجز أو حائط يحول دون وصولها لمنازلهم .. والعجيب أن المشكلة ظاهرة للعيان، لكن الأجهزة المختصة يبدو أنها لا تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة. يقول عبد العزيز مجاور مفتاح، إن التكاتف المجتمعي لأبناء القرى التي تضررت من مياه المصرف وعادات أهل الريف امتصت الصدمة وفتحت العديد من الأسر منهم الأقارب والأصدقاء أبواب بيوتها للمتضررين الذين أغرقت مياه المصرف بيوتهم أول أيام العيد و تقاسموا أضحية العيد وأضاف أن المشكلة بدأت من مساء أول أيام العيد عندما تدفقت مياه المصرف بشكل رهيب و شديد إلى داخل المنازل و غمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وكادت تؤدى إلى كارثة محققة لولا تدخل الحملة الميكانيكية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سنورس، الأمر الذي أدى إلى مواجهة المشكلة بالمنطقة التي انهارت بالمصرف وتدفقت منها المياه للمنازل. وأشار إلى أن معظم منازل القرية مقامة بشكل عشوائي وتفتقد إلى التصميمات الهندسية وتم بناؤها بالطوب اللبن ومرشحة للانهيار في أي وقت بسبب مياه المصرف. وأكد شعبان مصطفى على، أن مصرف البطس كابوس يجثم على صدور أهالي القرى المتاخمة لبحيرة قارون والغريب أن الأجهزة المختصة تركت المياه تنحر في جوانب المصرف وتنهار جوانبه يوما بعد يوم دون أن تتحرك، خاصة مديرية الري بالفيوم التي غابت عن المصرف منذ سنوات طويلة ولم تشاهد الكراكات للتطهير منذ زمن بعيد. وقال إن الخطر يكمن في المنطقة البحرية من المصرف من ناحية أرض منشأة طنطاوي التي تحتاج إلى تعميق للمصرف و تطهيره من القمامة وجذوع الأشجار والنخيل و تشق وترفع الردم الذي نفذه البعض، مما أدى إلى اختناق المصرف وطفحه، إلى جانب أصحاب المزارع السمكية الذين ردموا مصب المصرف في البحيرة ليجعلوا المياه تتدفق بشدة إلى أقفاصهم السمكية وكان السبب في ترديد المياه للقرى الغارقة، مشيرا إلى المنطقة الواقعة ما بين كوبريي خلف والنويشى من الناحية البحرية و هي الأكثر خطورة. وطالب بلال عبد الله وجمعة عبد العظيم بإدراج مصرف البطس في خطط الوحدة المحلية لأعمال التكاسى للحد من النحر في جوانب المصرف وتدفق المياه للقرى التي يخترقها ويمثل خطورة بالغة لأهلها أو تنفيذ خطة وزارة الري والموارد المائية التي سبق وأعلنت عنها وهى تنفيذ محطة رفع مياه مصرف البطس وضخها إلى قرية الجمهورية التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة طامية للاستفادة منها في الزراعة أكثر من 5 آلاف فدان. وأضاف محمد عبد الله محمود، واتفق معه العشرات من أهالي قرية الحبون، أن متابعة ومراقبة محطات رفع المياه من مصرفي أبو هراوة و سعيد إلى بحيرة قارون أمر مصيري ومهم، وحذروا من إهمال البعض وقيامهم بغلق محطات الرفع و تحججهم بحجج مختلفة لتبرير أسباب التوقف تارة بعدم وجود سولار وتارة أخرى بعدم وجود قطع غيار للماكينات، الأمر الذي يؤدى إلى تكرار المشكلة لأن توقف تلك المحطات يؤدى إلى طفح المصارف وترديد المياه لتغمر الأراضي الزراعية و منازل القرى التي يمر من أمامها المصرفان. وأكد اللواء محمد حسم حمودة السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم تابع المشكلة عن قرب وكلف مديرية الري والحملة الميكانيكية التابعة للديوان العام و مجلس مدينة سنورس بالانتقال لمواجهة المشكلة ووضع تصور لعدم تكرارها مجددا، خاصة بعد ورود تقارير تؤكد أن المشكلة تتكرر كل عام في فصل الشتاء. وأشاد حسين عبد الخالق نائب رئيس الوحدة المحلية لشئون القرى، بدور المواطن في تلك القرى و تقديره للمسئولية وتعاونهم مع الجهاز التنفيذي، مشيرا إلى أن البعض قدموا على سبيل الإعارة أكثر من 30 مضخة لشفط المياه من المنازل إلى جانب سيارات الكسح التابعة للوحدات المحلية بقرى فيديمين وسنهور القبلية ومدينة سنورس للتغلب على المشكلة الطارئة وأدى التكاتف إلى مواجهة المشكلة في زمن قياسي والتغلب عليها. وكشف ملاك سليم نصيف رئيس الوحدة المحلية لمنشأة بني عثمان و رئيس الوحدة المحلية لمنشأة طنطاوي بالإنابة لقيام رئيس وحدتها بتأدية فريضة الحج، أن غرف عمليات المحافظة حبرعلى ورق وأنه أجرى اتصالا هاتفيا بها عقب ورود بلاغ بالمشكلة، لكنه اكتشف أن أرقام هواتف غرف العمليات والطوارئ بالمحافظة " مرفوعة مؤقتاً من الخدمة " وكذلك عدم وجود كراكة بذراع طويلة لتطهير المصرف و تعميقه و رفع مخلفات القمامة التي تقف حجر عسرة في طريق المياه أسفل كوبري عزبة عبد العظيم، وتؤدى إلى اختناق المصرف و طفحه وترديد المياه إلى منازل القرية و هو ما أدى إلى إغراق أكثر من 25 منزلاً بقرية عبد العظيم فقط. وطالب بضرورة تعميق المصرف ورفع التعديات وإزالتها مهما كانت لتمكين الكراكات من الدخول للمناطق وتطهيرها ووضع شباك بمناطق تبعد عن الكباري لاصطياد القمامة والمخلفات التي يلقيها البعض في المصرف وتقوم الوحدة المحلية برفعها بصفة منتظمة. أخبار مصر – البديل