إذا نظرنا إلي كل كوارث الإخوان منذ عزل محمد مرسي حتي اليوم وأردنا ان نحدد المسئول عن وصولها إلي ذلك بشكل قاطع وحاسم وبات.. فإن الاجابة الوحيدة هي البطء الشديد في التفكير واتخاذ القرار.. مما يكبدنا ثمنا باهظا ما كنا لندفعه من أرواحنا وممتلكاتنا واستقرارنا. لو تحمل كل مسئول مسئوليته بحق واتخذ القرار في الوقت المناسب وتم فض اعتصامي رابعة والنهضة وهما يضمان مجرد عشرات فقط لما تحولوا إلي مئات ثم ألوف ولما تحصنوا واعدوا خطط المواجهة الدامية ولما ارتكبوا مذابح داخل الاعتصامين أو تجرأوا وقاموا بغزو الحرس الجمهوري تارة والاتحادية تارة أخري وشارع النصر تارة ثالثة ولما احتلوا الكباري للصلاة فوقها ولما عاثوا في الأرض فسادا وافسادا.. ولما احتاج فض الاعتصامين في النهاية - وهذا هو الأهم - إلي معارك حقيقية سقط فيها شهداء من الشرطة وقتلي من الاخوان واحرق فيها اعداء الحياة مسجدا يذكر فيه اسم الله ودمروا حديقة نادرة عمرها أكثر من 150 عاما. ولو تحمل كل مسئول مسئوليته بحق وتمت السيطرة علي دلجا وكرداسة والصف من الأول لما حدثت اصلا المذابح هناك.. ولو اتخذ كل مسئول القرار في الوقت المناسب لما انتظرنا شهرا واكثر لتحرير هذه المدن من المحتلين الإرهابيين ولما فقدنا خيرة رجالنا. ولو تحمل كل مسئول مسئوليته بحق واتخذ القرار في الوقت المناسب لما حدثت من الأصل معارك المنيل والجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط واسوان والغربية والدقهلية وكفرالشيخ واسكندرية وخط القناة ولما حرقت أكثر من 40 كنيسة ولما وقعت مذابح رمسيس المتكررة وكنيسة الوراق ومحاولة اغتيال وزير الداخلية. ولو تحمل كل مسئول مسئوليته بحق واتخذ القرار في الوقت المناسب لما تحولت مظاهرات طلاب الاخوان في الجامعات إلي "كرة ثلج" تكبر كل يوم ولما صعدوا عنفهم من هتافات إلي اشتباكات مع المؤيدين للثورة بالايدي والحجارة والمشاريخ ثم مهاجمة المدرجات لمنع الدراسة والتعدي علي الأساتذة واخيرا اعتلاء مباني الكليات ورفع شعار رابعة. نستطيع أن نقول "لو" مئات المرات.. فالسجل حافل بحالات التقاعس والتفكير البطيء والعقيم تارة نتيجة الايدي المرتعشة وتارة أخري بايعاز من "مخنسين" ليسوا رجالا بالمرة لأنهم يغيرون هويتهم وجلودهم حسب اتجاه الريح أو وفق مواقعهم الرسمية والمجتمعية وادوارهم المحددة لهم سلفا من الخارج والداخل وبالتالي يؤثرون علي فحوي القرار وتوقيت اتخاذه بذرائع واهية ومغرضة مثل حقن الدماء ومنح الاخوان الوقت للتراجع والتعقل وتفويت الفرصة علي الغرب لانتقادنا وغير ذلك من الأساليب الملتوية التي هي حق يراد بها باطل. نعم.. نحن نحارب الإرهاب الذي يرتدي عباءة الدين وهو جزء أصيل من الهجمة الشرسة علينا.. لكنه في الأول والآخر عدو محدد وأساليبه معروفة.. وفي رأيي ان هناك ما هو اخطر من الإرهاب.. "الطابور الخامس" المزروع في كل مفاصل الدولة وصواميلها خاصة في مواقع صنع واتخاذ القرار.. انه الد الاعداء.. وارجعوا إلي "مبادرات الصلح".. من بادر بها وفحواها وتوقيتاتها واهدافها لتدركوا من اعني وماذا اقصد. حمي الله مصر وشعبها وجيشها من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين وخيانة الخائنين من الطابور الخامس واشباه الرجال.