علي الرغم من نجاح خدمة التاكسي الأبيض منذ سنوات بشوارع القاهرة الكبري الا انه فقد بريقه فبعد ان كان يتمتع بمواصفات عالية ويحقق راحة ورفاهية الا انه ركب موجة الفوضي التي جاءت بعد ثورتي يناير ويونيه وخلقت حالة الانفلات الأمني. أكد المواطنون ان سائقي التاكسي يستغلونهم عن طريق التلاعب بالعداد لرفع الأجرة التي تسبب دائما خلافات متكررة تصل الي حد مشاجرات عنيفة واعتداءات كما ان السائقين دائما يدعون حججا وهمية بتعطيل التكييف في فصل الصيف ولاحظنا اختفاء فاتورة العداد فالأزمة تفاقمت مع اختفاء وسائل الأمان بالشارع وغياب الرقابة علي أصحاب هذه السيارات. السائقون كان لهم رأي آخر حيث طالبوا الحكومة بمخاطبة البنك والغاء الفوائد المتراكمة علي الأقساط طوال فترة سدادهم القسط الشهري لتعثرهم في سدادها بسبب تدني الحالة الاقتصادية. أضافوا انهم يعانون من وجود سيارات صينية الصنع قطع غيارها مضروبة وتتسبب في تلف أجزاء من السيارة. اقترح البعض انشاء هيئة خاصة لسائقي التاكسي أسوة بهيئة النقل العام والنقل الجماعي. نتقلت "المساء" لرصد معاناة المواطنين مع التاكسي الأبيض والخلافات المتكررة التي تقع بين السائقين والركاب. يقول نبيل الفولي موظف: التاكسي الأبيض حل مشكلات كثيرة بالشارع المصري خاصة الأجرة لكن بعض السائقين يقومون بالضغط علي زر لمضاعفة تسعيرة الأجرة والبعض يتلاعب ويطلب من الراكب تسعيرة مضاعفة مما يتسبب في مشاجرات كثيرة. بالاضافة الي ان فاتورة العداد التي كانت موجودة في أوائل نزول التاكسي الأبيض للشارع أصبحت غير موجودة ونطالب بعودتها لأن بعض المصالح الحكومية تطالب بهذه الفواتير. يقول سامي عيد محاسب: هناك من يرفضون توصيل الركاب لأماكن معينة بعيدة كما ان هناك خط ساخن رقمه 126 لا يعمل الآن حيث أصبح التاكسي الأبيض يفتقد الرقابة عليه مما يؤدي الي ظهور بلطجية من أصحابه. تقول نادية فهيم ربة منزل: رغم ان مسافة ركوبي التاكسي يوميا واحدة الا ان السائقين يقومون بمغالاة الأجرة لذلك أتساءل: ما سبب زيادة التعريفة من تاكسي لآخر رغم ان المسافة واحدة. يقول محمد عبدالحليم مهندس: في عز الحر يرفض السائق تشغيل التكييف بحجة وجود عطل والبعض يسير في طرق غير مباشرة حتي يقوموا بزيادة المدة والحصول علي ضعف الأجرة عن طريق قراءة العداد. وهناك محترفون يقومون بالتلاعب في العداد وزيادة تسعيرة كل كيلو الي 75 قرشا بدلا من 25 قرشا. يقول عبدالفتاح عبدالتواب سائق: نعاني من تراكم أقساط التاكسي منذ 6 أشهر لتأخرنا عن دفع القسط الشهري بسبب حالة الانفلات والفوضي السائدة بالشارع المصري لذلك نطالب الحكومة بمخاطبة البنك لالغاء الفوائد المتراكمة علي الأقساط طوال فترة عدم سدادنا القسط وذلك رأفة بالحالة الاقتصادية المتردية التي نعيش فيها حيث اننا أرهقنا ماديا لأن اليوم الذي كانت حصيلته حوالي 500 جنيه أصبحنا الآن نعمل بنصف القيمة تقريبا؟ هذا بالاضافة الي زيادة سعر البنزين الذي لا نجده في أغلب الأحيان وصيانة السيارة فكل هذه المبالغ ترهقنا كثيرا. يقول محمد سعد سائق: ان بعض السيارات صينية الصنع معرضة للأعطال وقطع الغيار الموجودة بالسوق أغلبها مضروبة ومرتفعة الثمن وللأسف نقوم بشرائها مضطرين مما يتسبب في خسائر فادحة والتي تتمثل في تيل الفرامل أو السيور أو المساعدين بالاضافة الي ان مراكز الخدمة والصيانة محدودة جدا. يقول عصام الدين حسين سائق: مشاكل الزحام هي الأزمة الكبري التي تحدث بيننا وبين الزبائن حيث انهم أحيانا يطلبون السير في شوارع محددة أو الصعود من كباري معينة مما يرهقنا ويزيد من قيمة الأجرة وفي النهاية يتهموننا بالتلاعب في العداد. يقول ياسر جمال سائق تاكسي: حالة من الفوضي والزحام سيطرت علي الشارع حتي في أيام العطلات والأجازات الرسمية حيث ان تعريفة العداد محدودة ومعروفة ولا يمكن ان يتلاعب بها أحد كما يزعم البعض. كما ان كثرة الوقوف تحرق بنزين والوقوف في الاشارات والزحام يعطلنا فنحن نخسر لذلك اقترح ان تنشيء الدولة هيئة خاصة لسائقي التاكسي أسوة بهيئة النقل العام والجماعي لحل مشاكلنا. يقول فؤاد حلمي سائق: نطالب بتقنين أوضاعنا مع البنك ووقف فوائد الأقساط المتأخرة حيث انني ملتزم بسداد 900 جنيه شهريا وهذا مبلغ قد لا أستطيع تحصيله كل شهر لذلك نتمني تخفيض الفوائد حتي يقل القسط بعض الشيء. أضاف ان معظم الركاب مازالوا يخشون ركوب التاكسي الأبيض رغم مرور أكثر من 3 سنوات علي تواجده بالشارع بحجة ان قيمة العداد مرتفعة وهذا يجعلنا نتعثر في سداد أقساطنا.