اليوم.. ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث.. يخرج كل المصريين.. سعداء بيوم عيدهم.. عيد "شم النسيم" يتنفسون فيه نسيم الحرية.. نسيم العدالة.. نسيم الديمقراطية.. بعد سنوات طويلة من الذل والكبت والهوان والفساد. كل المصريين من حقهم أن يفتخروا بأنهم ولدوا وعاشوا وترعرعوا علي أرضهم الطاهرة "أرض الكنانة" التي تلفظ الفاسدين والحاقدين والمتسلقين والآكلين علي كل الموائد.. لتبعدهم إلي غيابات السجون والظلام.. لينالوا جزاءهم عما اقترفوه في حق البسطاء. كل المصريين عاشوا أول "شم نسيم" لهم بعد الثورة في سعادة ما بعدها سعادة.. فالهواء فعلا نقي.. والنسيم عليل.. والقلوب صافية ومطمئنة.. عدا القلوب المريضة التي لا تريد الخير للغلابة من هذا الشعب الكادح. كل المصريين خرجوا للتنزه والاحتفال بهذا اليوم الجميل.. ذهبوا إلي الحدائق والمتنزهات.. تجولوا علي الكورنيش ووسط الحقوق والمزارع الخضراء.. حملوا الورود وتغنوا باسم مصر الحرة.. مصر الحرة.. مصر أم الدنيا. كل المصريين عزفوا سيمفونية واحدة هي السيمفونية الخالدة "يا حبيبتي يا مصر" وتغنوا مع الكلمات الرائعة لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.. مؤكدين أن المستقبل سيكون مشرفا لكل من يعشق ويخلص لهذا البلد. كل المصريين - وأنا منهم - ندعو المولي - عز وجل - أن يكفينا شر الثورات المضادة والهدامة والكيدية.. وأن يحمينا من الفتن.. لأن الفتنة شر من القتل.. وأن يلهمنا الصبر والطمأنينة في كل أمور حياتنا. يا رب.. احم هذا البلد الأمين.. من كل الخونة الحاقدين.. ولا تترك مسئولا متغطرسا.. إلا وهو في نار جهنم مع الفاسدين.. اللهم تقبل يا رب العالمين.