فقدت ما تبقي من نظري من كثرة البكاء علي امي التي لم تكن كأي ام فقد ترملت وهي في ريعان شبابها وعكفت علي تربيتي وشقيقي الوحيد الذي تزوج بعد ان انهي تعليمه ووجد وظيفة ثابتة. اما أنا فلم اتمكن من استكمال دراستي لانني كنت اعاني من ضعف شديد بالبصر فلم تقبلني المدارس العامة ولم أجد نفسي في مدارس المكفوفين واصلت أمي سعيها علي حتي بعد ان التحقت بعمل بسيط في احدي الشركات الخاصة فوقفت بجواري حتي تزوجت ولم تنقطع مساعدتها لي بعد ان رزقي الله بثلاثة ابناء. لم تتوقف امي الحبيبة عن العمل رغم انها تجاوزت السبعين حتي ماتت وهي تعبر الطريق اثناء عودتها من عملها في حضانة اطفال حيث صدمتها سيارة مسرعة. استغني عني صاحب الشركة بعد ان فقدت كامل بصري ولم يعدلي واسرتي اي دخل حتي معاش الضمان لم اقدر علي السعي للحصول عليه لانني لم أعد قادراً علي التحرك بمفردي وزوجتي سيدة ريفية بسيطة لا تعرف شيئا غير البيت والاولاد. أملي رأسمال مشروع صغير اعيش منه واسرتي. سيد إمام أحمد