محافظ الجيزة يعلن غلق صناديق الاقتراع بلجان انتخابات مجلس النواب بنطاق الدوائر السبع    هيئة الأمم المتحدة للمرأة تكرم وزيرة التضامن الاجتماعي    خلال تفقدها مدارس الوايلي.. وكيل تعليم القاهرة : توسيع الأنشطة وصقل مهارات الطالبات أولوية    الوطنية للانتخابات: تلقينا 18 شكوى في اليوم الثاني والأخير من التصويت    كامل الوزير: أطلقنا 3 مبادرات لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة.. وقروض ميسرة بفائدة 15%    بنك مصر يتيح فتح الحسابات وإصدار البطاقات مجانا خلال فعالية ذوي الهمم    تعزيز التعاون الدوائي بين مصر والصين.. مباحثات موسعة لزيادة الاستثمار ونقل التكنولوجيا في قطاع المستلزمات الطبية    البيت الأبيض: ترامب تعب من الاجتماعات المتواصلة بشأن أوكرانيا بدون نتائج    القاهرة الإخبارية: منخفض جوي يضرب قطاع غزة ومياه الأمطار تغرق خيام النازحين    عزاء واجب || مؤسسة الشروق تنعى والدة رئيس التحرير عماد الدين حسين    الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو    فى مجاملة وقحة لدولة الاحتلال.. إدارة ترامب تبحث تصنيف وكالة الأونروا كمنظمة إرهابية!!    على حساب فلسطين.. السعودية تتأهل لنصف نهائي كأس العرب 2025    الخطيب يتولى ملف حمزة وبرشلونة بشكل كامل.. ويرفض العرض المبدئي    الأرصاد تحذر من حالة طقس ال6 أيام المقبلة    البترول: انفجار غير معلوم السبب وراء انهيار عقار إمبابة والاشتباه في تسرب من أسطوانة بوتاجاز    تكريم شيرين دعيبس خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي    الفيلم السعودى هجرة يفوز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر    أكرم القصّاص: تطبيق الإجراءات الانتخابية ساهم في ضبط المشهد وحصار المخالفات    عالم خاص ومقهى وعالمية.. نجيب محفوظ عبقرية استثنائية    أيهما الزي الشرعي «الخمار- النقاب»؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يتفقد مقر المرصد الإعلامي ويوجه باستخدام الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها    ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة    دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا    مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار    إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ    حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور    «البشعة» محرمة شرعًا| علماء الدين: إيذاء وتعذيب واستخدام للباطل    العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية    خبير استراتيجى: إسرائيل نفذت أكثر من 500 خرق منذ اتفاقية وقف النار بغزة    المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها    «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت    نصائح شعبة الذهب عند شراء الجنيهات والسبائك .. خاص    بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»    أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين    حصاد الوزارات.. رئيس هيئة الدواء يبحث مع مسؤولى مؤسسة جيتس تعزيز التعاون    ميدو: صلاح يجب أن يغادر ليفربول.. وأشجعه على خطوة الدوري السعودي    «صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن موعد دورته ال47    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    تسليم 5 أجهزة تعويضية وكراسي متحركة للمرضى غير القادرين بسوهاج    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    يزن النعيمات صفقة الأهلي المحتملة في الميركاتو الشتوي    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"تيتة".. والحاج
نشر في المساء يوم 17 - 10 - 2013


تلقيت
دعوة لحفل زفاف وجلست في القاعة بجوار حفيدتي نتابع فقرات الحفل وإذ بسيدة عجوز تدخل وتتلفت حولها بحثاً عن مقعد فما كان مني إلا أن دعوتها للجلوس في المقعد الخالي حول المائدة.. لحظات ووجدت مجموعة من الأطفال وكأنهم انتبهوا لوجودها يتجهون نحوها ويوجهون إليها التحية "إزيك يا تيتة" وفي أقل من دقيقة فوجئت بمن تأتي وراءهم وتنزع أيديهم الصغيرة من يد جدتهم وكأنهم أقدموا علي جريمة!!
أصابني وحفيدتي الذهول ولم أتمالك نفسي وأنا أسألها: لماذا تعاملك هكذا؟! عاجلتني الجدة ذات السبعين ربيعاً قائلة: العيب ليس فيها وإنما في زوجها.. ابني الجالس بجوارها!!! وواصلت: أنا التي أفنيت حياتي من أجله واخوته فقد رحل أبيهم مبكراً وكان "عاملاً بسيطاً".. ما دفعني للخروج سعياً علي احتياجاتهم يحدوني الأمل في أن ينتهوا جميعاً من دراستهم ويتخرجوا في الجامعة.. خدمت في البيوت.. وأمام المحلات فكنت أحضر بالجردل والمكنسة وأتولي المهمة مقابل زجاجة زيت أو برطمان عسل يحتاجه البيت.
صمتت قليلاً.. ثم واصلت والدموع تخنق كلماتها: وأتذكر ماذا كنت أفعل حين تمضي الشهور دون أن نتناول اللحوم..؟ كنت اتجه للصناديق المقابلة لمحلات الجزارة وأجمع منها العظم و"اهي شوربة ببصلة.. ويشبعوا العيال"!!!.. وذات يوم استوقفني رجل طيب الملامح وأنا متلبسة في جمع العظم.. فسألني: أتتاجرين فيه؟!.. قلت بل أطعم به أولادي.. ثم قصصت عليه حكايتي.
هنا اصطحبني لمحل الجزارة وأمر صاحبه بأن يصرف لي أسبوعياً ما احتاجه من لحوم والحساب عليه.. ونفس الشيء فعله مع "الفرارجي".. ومحل الأسماك.. حتي البقالة وشراء القماش تحملها عني كاملة.. وحينما وصل أبنائي للمرحلة الجامعية وزادت الأعباء علي أخذت أتعرف علي أساتذتهم وأشرح لهم ظروفي دون أن أخبر أولادي بشيء.. فكانوا يتعاطفون معي ويمنحون أبنائي الكتب و"الملازم" بالمجان دون أدني احراج لهم والرد جاهز علي زملائهم: أنهم متفوقون!!
رحلة طويلة انتهت بتخرجهم جميعاً في الجامعات ليتوظف منهم من يتوظف.. ويتزوج من يتزوج.. وبدلاً من أن أجد رد الجميل علي تضحياتي من أجلهم رأيت من بينهم من يسيء معاملتي ويشجع زوجته علي ذلك ويحرمني من حقي كجدة ولها أحفاد..
وفي غمرة حديثها عن سنوات كفاحها المريرة.. تبسمت قائلة: أما الرجل الكريم الذي أغدق علي وأولادي بالخير الوفير فقد جمعتني الأيام به مرة أخري في نفس محل الجزارة الذي وجدني عنده في الأولي وعندما تذكرني راح يقبلني من رأسي وكأنه رأي شخصاً عزيزاً جداً عليه.. اندهشت من أمره فما كان قوله: "أنت وش السعد علي" ثم عاد إلي اليوم الذي تقابل فيه معي وتألم كثيراً لحالي كان في جيبه لحظتها مصاريف الرحلة التي ينتوي القيام بها ولما رآني قال في نفسه أليست هذه وأولادها اليتامي أحق بالانفاق عليها من "الحج"؟! وراح يسأل "الافتاء".. ويؤدي "الاستخارة" وجاءه الرد: فرصتك المرة القادمة!! حيث لم يظهر اسمه بين حجاج ذلك العام مما أصابه بالغم والحزن.. وفي صبيحة يوم عرفة غالبه النوم لتأتيه الرؤية بأنه سيخطب في الحجيج علي جبل الرحمة!! ثم.. ثم يمضي يوم عرفة وتليه أيام العيد لتأتي أول جمعة ويقابله بالمسجد من يهنئه بالحج!! فتعجب من أمره وهو ما استشعره الثاني فأصر الأخير علي الاستشهاد بمجموعة من الناس كانوا معه في الحج ورأوه مثلما رآه وجاءت الشهادة لتؤكد صدق الرواية وأن الشيخ محمود وهو لأول مرة أعرف اسمه هو من كان يخطب فيهم في عرفة!! .. وهو الذي لم تطأ أقدامه أعتاب مكة في ذلك العام أبداً!!
لقد آثرت الجدة الحزينة تغيير دفة الحديث وفضلت الكلام عمن كان عليها أرحم وأرق من فلذات أكبادها ومزقتني دموعها التي انسابت من عينيها وحفيدتي تشير إلي الآنية وتقول لها: "السكر يا تيتة" فبكت العجوز وهي تردد: "مش قادرة أسمعها من ولاد ولادي"!!
رضا حجازي مراقب مباريات
û المحررة
لا تبخل علينا دائماً يا كابتن رضا بمشاركاتك التي تتلمس فيها أوضاع الناس وتحاول مداواتها فجاء حديثك عن الجدة العجوز وكيف تعاملت معها إحدي زوجات أبنائها؟.. وهي لأمثالها ترفع القبعة وتقبل القدم منها قبل الرأس علي ما قدمته من تضحيات وما تحملته علي أعصابها وهي تخفي عن أولادها كيف تتحايل علي ظروفها لكي تأتي لهم بلقمة العيش ومصاريف الدراسة؟
.. ولأن الله رءوف بالعباد فقد ساق إليها هذا الشيخ الكريم الذي أشفق علي حالها وهي تستخرج من صندوق المهملات "شوية عظم" من أجل طبق شوربة للأولاد!! فراح يسأل ويستخير حتي جاءه الرد بدد أمله في الحج إلي أن أتته الرؤية لتطمئنه بأن ما يقوم به تجاه هذه الأرملة وأبنائها يعادل في ثوابه "حجة".
حرصت الجدة أن تخبرك بنبأ الرجل الكريم لتدلل علي عظيم فضل الله عليها حتي جاء حفل الزفاف لتفاجأ بأنها آخر المرحبين به في هذا الحفل فنزعوا من بين يديها أحفادها بلا رحمة حتي فاضت الدموع من عينيها لتجدك أمامها وأنت تغضب من أجلها وتسأل: لماذا تعاملك هكذا؟ مشيراً لزوجة ابنها "!!".. سؤال أطلق معه طوفان من الآلام كان مختزناً بداخلها فتحدثت وأفاضت حتي ألجمتها كلمة حفيدتك وهي تنبهها: "السكر يا تيتة"!! هذا اللقب الذي حرموها منه دون وجه حق ويبقي علي هؤلاء الجاحدين وزوجاتهم أن يتذكروا أن الدنيا "سلف ودين".
تلقيت
دعوة لحفل زفاف وجلست في القاعة بجوار حفيدتي نتابع فقرات الحفل وإذ بسيدة عجوز تدخل وتتلفت حولها بحثاً عن مقعد فما كان مني إلا أن دعوتها للجلوس في المقعد الخالي حول المائدة.. لحظات ووجدت مجموعة من الأطفال وكأنهم انتبهوا لوجودها يتجهون نحوها ويوجهون إليها التحية "إزيك يا تيتة" وفي أقل من دقيقة فوجئت بمن تأتي وراءهم وتنزع أيديهم الصغيرة من يد جدتهم وكأنهم أقدموا علي جريمة!!
أصابني وحفيدتي الذهول ولم أتمالك نفسي وأنا أسألها: لماذا تعاملك هكذا؟! عاجلتني الجدة ذات السبعين ربيعاً قائلة: العيب ليس فيها وإنما في زوجها.. ابني الجالس بجوارها!!! وواصلت: أنا التي أفنيت حياتي من أجله واخوته فقد رحل أبيهم مبكراً وكان "عاملاً بسيطاً".. ما دفعني للخروج سعياً علي احتياجاتهم يحدوني الأمل في أن ينتهوا جميعاً من دراستهم ويتخرجوا في الجامعة.. خدمت في البيوت.. وأمام المحلات فكنت أحضر بالجردل والمكنسة وأتولي المهمة مقابل زجاجة زيت أو برطمان عسل يحتاجه البيت.
صمتت قليلاً.. ثم واصلت والدموع تخنق كلماتها: وأتذكر ماذا كنت أفعل حين تمضي الشهور دون أن نتناول اللحوم..؟ كنت اتجه للصناديق المقابلة لمحلات الجزارة وأجمع منها العظم و"اهي شوربة ببصلة.. ويشبعوا العيال"!!!.. وذات يوم استوقفني رجل طيب الملامح وأنا متلبسة في جمع العظم.. فسألني: أتتاجرين فيه؟!.. قلت بل أطعم به أولادي.. ثم قصصت عليه حكايتي.
هنا اصطحبني لمحل الجزارة وأمر صاحبه بأن يصرف لي أسبوعياً ما احتاجه من لحوم والحساب عليه.. ونفس الشيء فعله مع "الفرارجي".. ومحل الأسماك.. حتي البقالة وشراء القماش تحملها عني كاملة.. وحينما وصل أبنائي للمرحلة الجامعية وزادت الأعباء علي أخذت أتعرف علي أساتذتهم وأشرح لهم ظروفي دون أن أخبر أولادي بشيء.. فكانوا يتعاطفون معي ويمنحون أبنائي الكتب و"الملازم" بالمجان دون أدني احراج لهم والرد جاهز علي زملائهم: أنهم متفوقون!!
رحلة طويلة انتهت بتخرجهم جميعاً في الجامعات ليتوظف منهم من يتوظف.. ويتزوج من يتزوج.. وبدلاً من أن أجد رد الجميل علي تضحياتي من أجلهم رأيت من بينهم من يسيء معاملتي ويشجع زوجته علي ذلك ويحرمني من حقي كجدة ولها أحفاد..
وفي غمرة حديثها عن سنوات كفاحها المريرة.. تبسمت قائلة: أما الرجل الكريم الذي أغدق علي وأولادي بالخير الوفير فقد جمعتني الأيام به مرة أخري في نفس محل الجزارة الذي وجدني عنده في الأولي وعندما تذكرني راح يقبلني من رأسي وكأنه رأي شخصاً عزيزاً جداً عليه.. اندهشت من أمره فما كان قوله: "أنت وش السعد علي" ثم عاد إلي اليوم الذي تقابل فيه معي وتألم كثيراً لحالي كان في جيبه لحظتها مصاريف الرحلة التي ينتوي القيام بها ولما رآني قال في نفسه أليست هذه وأولادها اليتامي أحق بالانفاق عليها من "الحج"؟! وراح يسأل "الافتاء".. ويؤدي "الاستخارة" وجاءه الرد: فرصتك المرة القادمة!! حيث لم يظهر اسمه بين حجاج ذلك العام مما أصابه بالغم والحزن.. وفي صبيحة يوم عرفة غالبه النوم لتأتيه الرؤية بأنه سيخطب في الحجيج علي جبل الرحمة!! ثم.. ثم يمضي يوم عرفة وتليه أيام العيد لتأتي أول جمعة ويقابله بالمسجد من يهنئه بالحج!! فتعجب من أمره وهو ما استشعره الثاني فأصر الأخير علي الاستشهاد بمجموعة من الناس كانوا معه في الحج ورأوه مثلما رآه وجاءت الشهادة لتؤكد صدق الرواية وأن الشيخ محمود وهو لأول مرة أعرف اسمه هو من كان يخطب فيهم في عرفة!! .. وهو الذي لم تطأ أقدامه أعتاب مكة في ذلك العام أبداً!!
لقد آثرت الجدة الحزينة تغيير دفة الحديث وفضلت الكلام عمن كان عليها أرحم وأرق من فلذات أكبادها ومزقتني دموعها التي انسابت من عينيها وحفيدتي تشير إلي الآنية وتقول لها: "السكر يا تيتة" فبكت العجوز وهي تردد: "مش قادرة أسمعها من ولاد ولادي"!!
رضا حجازي مراقب مباريات
û المحررة
لا تبخل علينا دائماً يا كابتن رضا بمشاركاتك التي تتلمس فيها أوضاع الناس وتحاول مداواتها فجاء حديثك عن الجدة العجوز وكيف تعاملت معها إحدي زوجات أبنائها؟.. وهي لأمثالها ترفع القبعة وتقبل القدم منها قبل الرأس علي ما قدمته من تضحيات وما تحملته علي أعصابها وهي تخفي عن أولادها كيف تتحايل علي ظروفها لكي تأتي لهم بلقمة العيش ومصاريف الدراسة؟
.. ولأن الله رءوف بالعباد فقد ساق إليها هذا الشيخ الكريم الذي أشفق علي حالها وهي تستخرج من صندوق المهملات "شوية عظم" من أجل طبق شوربة للأولاد!! فراح يسأل ويستخير حتي جاءه الرد بدد أمله في الحج إلي أن أتته الرؤية لتطمئنه بأن ما يقوم به تجاه هذه الأرملة وأبنائها يعادل في ثوابه "حجة".
حرصت الجدة أن تخبرك بنبأ الرجل الكريم لتدلل علي عظيم فضل الله عليها حتي جاء حفل الزفاف لتفاجأ بأنها آخر المرحبين به في هذا الحفل فنزعوا من بين يديها أحفادها بلا رحمة حتي فاضت الدموع من عينيها لتجدك أمامها وأنت تغضب من أجلها وتسأل: لماذا تعاملك هكذا؟ مشيراً لزوجة ابنها "!!".. سؤال أطلق معه طوفان من الآلام كان مختزناً بداخلها فتحدثت وأفاضت حتي ألجمتها كلمة حفيدتك وهي تنبهها: "السكر يا تيتة"!! هذا اللقب الذي حرموها منه دون وجه حق ويبقي علي هؤلاء الجاحدين وزوجاتهم أن يتذكروا أن الدنيا "سلف ودين".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.