ولد الرسام الشهير أحمد مصطفي بالإسكندرية عام 1943 وتخرج في كلية الفنون الجميلة عقب افتتاحها بالثغر وسافر في بعثة دراسية بلندن لكنه لم يعد وفضل البقاء رساماً في المملكة المتحدة. اتسم فنه باستطالات "الجريكو" ومأساوية "الجيرونيكا" وخيالات السيرياليين. فقد عبر عن مأساة الإنسان وويلات الحرب وبشاعة القتل الجماعي.. ثم تحول إلي البحث في جمالياً الخطي العربي بعد سفره إلي المملكة المتحدة. وقد لقي هذا الاتجاه تشجيعاً من الإنجليز وإقبالاً علي شراء لوحاته. وتنفيذها بأحجام مكبرة من السعوديين وأبناء دول الخليج الذين يعيشون أو يمرون بلندن. فهي تتميز باستخدامه حروف اللغة العربية بأشكالها الكلاسيكية المتوارثة ولكنه يوزعها بطريقة تظهر مشخصات وتعبر عن موضوعات واقعية ومعنوية أو زخرفية. إنه يعيش في لندن ويعمل فيها منذ عام 1975. حيث يدير مركز الفن والتصميم. وهو المركز الذي أنشأه عام 1983. كما اشتغل بالتدريس وإلقاء المحاضرات في كثير من أنحاء العالم. وهو الآن استاذ زائر في معهد أمير ويلز للعمارة بلندن وفي جامعة وستمنستر بلندن. وقد أقيمت في كثير من بلدان العالم معارض لانتاجه المتنوع الغزير بما في ذلك اللوحات والمنسوجات الجدارية والطبعات المحدودة بالشاشة الحريرية والزجاج الملون.. التي نفذها في مشغل عائلة بنتون فيلتان أوبسون بفرنسا. وصناع الزجاج بمشغل دريكس بألمانيا.. كما تنشر أعماله في كثير من المجموعات الخاصة والمؤسسات المشهورة في بريطانيا ومصر. وفي عام 1997 قررت صاحبة الجلالة الملكة اليزابث الثانية أن تهدي لوحته التي أبدعها بتكليف خاص عنوانها "حيث يلتقي البحران" إلي شعب باكستان بمناسبة مرور خمسين عاماً علي إنشاء دولته وكان ذلك اعترافا من جلالة الملكة بشهرة الفنان الدولية وتقديراً لوضعه الخاص في بريطانيا. إن هذا العمل الفني الذي يتكون من طبقات عدة من الخط العربي والذي قدمته جلالة الملكة في إسلام أباد في معرض أقيم تحت رعاية المجلس البريطاني يدل علي ما يعلقه الفنان من أهمية بالغة علي إقامة جسور الاحترام المتبادل والتفاهم عن طريق الفن علي أن هذه الفكرة ذاتها فكرة إقامة الجسور تحتل مكانة مركزية في المعرض الذي أقيم عام 1998 لأعماله في الجامعة الجريجورية في روما. وقد فاز الفنان قبل سفره بجائزة فن التصوير الزيتي علي الجناح المصري من بينالي الإسكندرية.