كذاب يا جنرال

رؤية

أمريكا تحاول تجميل صورتها أمام العرب والعالم بنفيها تصريحات الجنرال المتقاعد هيو شيلتون رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق والتي كشف فيها عن المخططات الصهيوأمريكية لزعزعة استقرار الأنظمة في كل من مصر والبحرين.. فقد أشار في صحيفة وورلد تربيون إلي ان اطاحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري بالرئيس محمد مرسي وضعت حدا لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعي بلاده لتطبيقه في المنطقة العربية من خلال نشر ما تسميه بالفوضي الخلاقة.. وفي هذا المخطط كانت تهدف لإرساء حرب أهلية بين أبناء الشعب المصري تفضي إلي اضعاف وإنهاك الجيش الذي يعتبر أكبر قوة رادعة في المنطقة لتتحول المحروسة إلي سوريا أخري.
لقد سارعت السفارات الأمريكية في كل مكان تقريبا بانكار هذه التهم التي أعلنها جنرالها وأكدت علي لسانه أنه لم يقل هذا الكلام المفبرك علي حد وصفه ليثور هنا تساؤل مهم: ما مصلحة صحيفة الوورلد تربيون في نشر تصريحات شيلتون الخطيرة خاصة أنها صحفية أمريكية وليست عربية؟
من الواضح أن هذه التصريحات صادقة وليست كاذبة كما يدعي الجنرال الآن لأنها تتوافق مع نظرية الفوضي الخلاقة التي كانت قد أعلنتها كونداليزا رايس مرارا وتكرارا من أجل خدمة المصالح الاسرائيلية في المنطقة فقد بدأت ببث بذور الفتنة بين طوائف الشعب العراقي وفرقتهم علي أسس دينية ومذهبية وعرقية وحاليا تعمل علي تكرار نفس السيناريو في سوريا ولبنان والسودان حتي مصر قسمت شعبها ما بين اخواني وغير اخواني لتتفتت المنطقة ولا تجد من يقف في وجه المساعي الاسرائيلية لتحقيق حلمها الأكبر بامتداد حدودها من النيل للفرات.. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فقد انكشف المخطط وانقلب السحر علي الساحر.
تصريحات شيلتون رغم أنها ليست جديدة إلا أنها صادمة لأن العرب كانوا يحدوهم الأمل أن تتغير سياسة أمريكا علي يد أوباما خاصة بعد الشعارات الجوفاء التي أطلقها في جامعة القاهرة وأهلته للحصول علي جائزة نوبل للسلام واعتقدنا وقتها أنه يختلف عن سابقه بوش ولكن تأكدنا الآن أنهما وجهان لعملة واحدة فالسياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرئيس فهي تهدف في النهاية لتوفير الحماية والأمان للكيان الصهيوني أيا كان من يعتلي الكرسي.
إشارة حمراء
الهجمات الإرهابية التي ارتكبها أعداء الوطن في انتصارات أكتوبر لم تنجح في افساد فرحة الشعب بذكري هذا اليوم العظيم بل علي العكس فقد احتفلنا مرتين الأولي بالنصر علي إسرائيل عام 1973 والأخري علي الإرهاب في .2013