1- مقارنة.. خلف الجدار الزجاجي تقف كملكة حزينة. وأحيانا كساقطة تتعري من ثيابها لمن يدفع الثمن. توزع نظراتها الجامدة في الداخل والخارج علي مسافة ليست ببعيدة. يقف طفلاها ولكنهما أكثر سعادة لا يعبئا بمناوشة الأطفال. تمتد يد المرأة الأربعينية تتحسس جسد الملكة ترفع العباءة عن نهديها وللوهلة الأولي رجحت كفة المقارنة لصالح الملكة. اغتاظت المرأة وأشارت بإصبعها للقائم بأعمال الملكة. توجه علي الفور إليها. خلع ذراعيها وعراها من عباءتها ظهرت مفاتنها حتي بدت أكثر جمال وكبرياء. لم تمض غير دقائق حتي ألبست الملكة عباءة أخري في انتظار مقارنة أخري. 2- الوردة.. ابتسامتها الصغيرة ملأت تجاعيد وجهك نضارة تقهقرت سنوات عمرك مهزومة أمام مدي الصباح الطازجة تفوح رائحته فوق الشفاه وفوق احمرار خديها. تتراقص وردتان تنهزم أمامهما أنت أيها البستاني القديم. تمتد يدك المدربة تقبل قطرات الندي. تظهر علي ملامح الوردة بعض الحيرة. تهمس لذاكرتك أن تسعفك بتلك الكلمات المعبرة للمطرب لمحمد قنديل: بدري عليك الحيرة يا صغير ابتسمت الوردة واقتربت من خدك.. طبعت عليه قبلة صغيرة ثم خطت خطوة وفي الثانية التفتت إليه وقالت بصوت عذب: صوتك وحش قوي يا عمو.