أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ضرورة ترجمة التقارب الدبلوماسي بين الولاياتالمتحدةوإيران إلي اتفاق فعلي تنتهي بمقتضاه الأزمة النووية الإيرانية. بشكل يحقق مصلحة كلا الطرفين. پ ذكرت الصحيفة إنه سواء حدثت مصافحة بالأيدي أم لم تحدث. فالعلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران تغيرت بصورة حاسمة خلال الأسبوع الماضي. من خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني. واللقاء الذي جمع وزيري خارجية البلدين. پومع ذلك. لفتت الصحيفة إلي تشكك المسئولين الأمريكيين والغربيين في احتمالات الوصول إلي اتفاقية يمكن أن توقف قدرة إيران علي صنع قنبلة نووية. لكنهم في الوقت نفسه شددوا علي المكاسب التي يمكن أن تجنيها الدولتان في حال التوصل لهذا الاتفاق. فالصفقة النووية ستمنع الولاياتالمتحدة من توجيه ضربة عسكرية لايران . وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر . ويخشي بعض المسئولين الأمريكيين من أنها ستستمر لسنوات. وتسبب اضطراباً هائلاً في الاقتصاد العالمي. وبالنسبة لإيران. سيقدم الاتفاق مع الولاياتالمتحدة والقوي الرئيسية العظمي إمكانية التخفيف من كثير من العقوبات التي خنقت الاقتصاد الإيراني. ومخرجاً من عزلتها الدولية. وربما تعمل أي صفقة نووية قوية مع طهران علي تسهيل التوصل إلي تسوية سياسية للحرب الأهلية في سوريا. وإذا عملت العلاقات الأفضل مع إيران علي التقليل من دعم طهران لحماس. فسيساعد ذلك في عملية السلام مع إسرائيل. وستكتشف كل من واشنطنوطهران أن لهما أعداء مشتركين هم طالبان والقاعدة. يقول ستيف كليمونز. وهو زميل أول في مؤسسة نيو أمريكا فاونديشن: "التقارب مع إيران سيكون أكبر تحول إيجابي في الشئون الدولية منذ نهاية الحرب الباردة وتطبيع العلاقات مع الصين. لكن إذا لم تنتهز الولاياتالمتحدة هذه الفرصة. فسيكون ذلك أكبر خطأ استراتيجي ترتكبه منذ اجتياح العراق". وينصح كريم سجادبور. الخبير في الشئون الإيرانية في مؤسسة كارنيجي أندومنت في واشنطن. بتوخي الحذر عند الحديث حول إمكانية حدوث تقدم كبير في المحادثات: "ربما لا تكون أصعب المفاوضات بين أوباما وروحاني. لكنها ستكون بين أوباما والكونجرس وبين روحاني وخامنئي. كلا الرئيسين مقيد بالسياسيات المحلية". وختمت "فاينانشيال تايمز" بأن أوباما يدري تماما أنه في حال عدم التوصل لاتفاق نووي مع إيران. فمن الممكن أن يجد نفسه في مرحلة معينة خلال السنوات الثلاث المقبلة في مواجهة خيار سياسي محفوف بالمخاطر إما شن حرب يريد بكل قوته أن يتجنبها. أو القبول بإيران نووية. وإذا فعل الأمر الأخير. فقد يكون هذا فشلا ذريعا يقضي علي كل انجازاته. تماماً مثلما قضت إيران علي سمعة الرئيس جيمي كارتر سابقا.