كثر الحديث هذه الأيام عن الترشيحات المحتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة.. ومن هو المرشح الذي يمكن أن يحظي بقدر أكبر من الشعبية التي تؤهله وتقوده إلي كرسي الحكم. والواضح رسميا حتي الآن علي الأقل أن جماعة الإخوان لن ترشح أحد عناصرها المعروفة لخوض هذه الانتخابات خوفا من الرفض الشعبي له في ظل الأحداث التي تنتهجها الجماعة حاليا من تنظيم المظاهرات غير السلمية كل يوم جمعة ووقوع اشتباكات بين متظاهريهم وبين باقي المواطنين تنتج عنها اصابات واحيانا وفيات.. ثم أخيرا عمليات العنف الواسعة التي أثاروها في الجامعات. فضلا عما يجري في سيناء. لكن السؤال: هل من الممكن أن تتخفي الجماعة وراء مرشح مجهول التوجه؟ أم من الممكن أن تدعم من طرف خفي أحد المرشحين المنتمين للتيار الإسلامي مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو الدكتور محمد سليم العوا؟ فالاثنان مقربان جدا من الجماعة. وإذا ترشح أحدهما سيكون له حظ من تأييد الإخوان.. أما إذا ترشح الاثنان فسوف تفتت أصوات الاسلاميين بينهما وعندها لن يتحقق المراد. وسنعرف أن الجماعة لم تعط لأي منهما الضوء الأخضر. أحدث ما تناقلته الأنباء حول هذه الترشيحات هو ظهور الفريق أول سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا. وإصراره علي الترشح رغم نصيحة الكاتب الكبير الاستاذ محمد حسنين هيكل له بعدم خوض هذه المعركة. والغريب في هذا الموضوع هو تردد أخبار علي نطاق واسع بأن الفريق عنان سيكون هو مرشح جماعة الإخوان الداعمة له.. ولا شك أن الجماعة سيكون هدفها اخضاع القوات المسلحة لسيطرتها باعتبار أن الرئيس سيكون له خلفية عسكرية. كل هذه التكهنات واردة.. لكن هناك تخوفا ما من ترشح أحد ذي خلفية عسكرية لهذا المنصب لأن ذلك يعني العودة إلي الحكم العسكري وهو ما يرفضه الشعب تماما باستثناء عسكري واحد يطالب الشعب بترشحه وهو الفريق أول عبدالفتاح السيسي. ولذلك إذا قرر الفريق أحمد شفيق أو الفريق سامي عنان والفريق حسام خير الله أن يرشح أي منهم نفسه للانتخابات القادمة فإن النصيحة الواجبة أن يصرف كل منهم النظر عن ذلك لأن لا أحد منهم سوف يحوز الأغلبية. وفي هذا ما فيه من إساءة للعسكرية المصرية التي تحظي باحترام وحب شعب مصر الجارف. ومن هنا سيظل الرئيس القادم موضع تساؤل: من هو؟