واضح أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحاول أن يخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه عندما هدد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد أن تخلت عنه معظم دول العالم ولم يجد بجانبه أو بمعني أصح يشجعه سوي فرنسا علي ضرب دمشق بأي وسيلة.. فهاهو يتعلق بالقشة الروسية عندما اقترح الرئيس فلاديمير بوتين بوضع الكيماوي السوري تحت المراقبة الدولية فقرر تأجيل تلك الضربة المشئومة حتي يري جدوي الاقتراح الروسي وما إذا كان سيمتثل بشار الأسد لهذا المقترح أم أنه سيعاند مثل صدام وبالتالي يستحق وقتها الضرب والتشتيت. إن السياسة الأمريكية أصبحت مكشوفة للجميع فعندما أرادت واشنطن ضرب بلاد الرافدين تحججت بوجود السلاح النووي في بغداد والذي ثبت عدم صحته فيما بعد ولكن بعد خراب مالطة والآن تكرر نفس السيناريو مع اختلاف المسمي والبلد لكنها في النهاية تريد أن تنشر الدمار والخراب في المنطقة حتي تتفتت الدول العربية الواحدة تلو الأخري ويخلو الجو لإسرائيل كي تعيث في الأرض فساداً واحتلالاً. لا شك أن المستفيد الوحيد من الضربة الأمريكية بجانب بني صهيون هو تنظيم القاعدة الذي يبحث عن الدول المضطربة ليبث سمومه فيها وكأن سهامه موجهة ليست للكفار كما يدعي بل للمسلمين والدليل الحال الذي عليه العراق واليمن وأفغانستان وغيرها من الدول التي تعاني الفوضي. المحزن أن أمريكا حظيت بتأييد من بعض الدول العربية لضرب سوريا رغم أن المثل القديم يقول "أنا وأخي علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب" لكن من الواضح أننا نسينا أننا إخوة وأبناء عمومة واستقوينا بالخارج دون النظرللمصلحة القومية العربية التي تتهاوي تحت أقدام المدرعات الأمريكية. أفيقوا يا عرب وكونوا قوة واحدة حتي يخشاكم الغرب وقبلهم أمريكا وإسرائيل فلن تنجو دولة عربية من المخطط الصهيوأمريكي طالما نحن منقسمون ونبتلع الطعم بسهولة وعلينا مراجعة أنفسنا قبل أن يأتي اليوم الذي نبكي فيه ونقول كما قال الثور الأبيض "أكلت يوم أكل الثور الأحمر". إشارة حمراء تسلم يا جيش بلادي.. فنحن نقدر ما تقوم به في سيناء وكل محافظات مصر تقريباً.. فهذه الأيام أصعب بكثير من الحروب السابقة لأنك كنت تعرف العدو وتحارب في جبهة واحدة أما الآن فإنك تحارب في كل الجبهات ولا تعرف من أين تأتي الضربة.. لكن الله سينصرك في النهاية لأنك خير أجناد الأرض.