دائمًا كنا نتغني ونفخر بجماهير الكرة في مصر. والتي أصبح لها شهرة قارية وعربية. بل ودولية كبيرة.. هذه الجماهير هي التي صنعت الثلاثية لكأس بطولة الأمم الافريقية بداية من بطولة 2006 في ستاد القاهرة. فأعطت المنتخب بقيادة حسن شحاتة ولاعبيه الثقة العالية حتي حقق الإنجاز الفريد والقياسي.. هذه الجماهير أيضا هي التي أبهرت البرتغالي مانويل جوزيه وجعلته يبقي مع الأهلي زمنا طويلا في عالم التدريب ليحرز معه 19 بطولة متنوعة.. هذه الجماهير هي التي أعطت ستاد القاهرة سمعة كبيرة وجعلته ملعبا مخيفا للمنافسين بداية من نهائي بطولة الأندية الافريقية بين الإسماعيلي والانجلبير ليفوز الدراويش بأول لقب افريقي للأندية المصرية بقوة هذه الجماهير وأمام 130 ألف مشجع أغلبهم من غير مشجعي الإسماعيلي ولكنهم جميعا كانوا مصريين. ولكن للأسف.. تقلب بنا الزمان والحال حتي وصل الأمر بمنتخبنا الوطني وأنديتنا لتمني اللعب بدون جمهور لضمان السماح لها للعب في مصر.. بلدها ووطنها.. فيجد منتخبنا الوطني نفسه مغتربا في وطنه لا يجد ملعبا يلعب عليه مباراته مع غينيا وهي مباراة "كمالة عدد" لأن منتخبنا تأهل بالفعل إلي الجولة النهائية في التصفيات الافريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 وأصبح الحلم قريبا جدا.. والسبب في هذه الغربة هو الجمهور الذي أصبح حضوره للمباريات أمرا غير مرغوب فيه لأن من يذهبون إلي الملاعب عنوة وبدون دعوة هم نوعية منغلقة ولا تريد خيرا لمصر. وما حدث في الجونة "المنتجع السياحي" في مباراة الأهلي وليوبار. ليس ببعيد عندما اشتعل الملعب نارا بالألعاب النارية الخطيرة كما أوقف الحكم المباراة في الشوط الثاني لان الملعب اشتعل مرة أخري.. فكانت عقوبة الكاف للأهلي بحرمانه من جمهوره في مباراتين.. وكان رد الفعل الطبيعي لإدارة الجونة هو منع استضافة أي مباريات للأهلي والزمالك علي الملعب مرة أخري بعد أن تسببت جماهير الأهلي في الفزع لسواح الجونة.. وكأن السياحة ناقصة خراب!! وبنفس الشرط أيضا يدعوني تفاؤلي إلي التأكيد بأن القمة الافريقية بين الأهلي والزمالك ستقام في ملعب الجونة خاصة بعد أن أصدر الكاف عقوبته علي الأهلي بحرمانه من جماهيره في مباراتين.. والرياضي الكبير والناجح أحمد الصحيفي قد ألمح لي شخصيا ان ضمان عدم حضور الجمهور سوف يحرك الموقف المتأزم للأهلي لدي المهندس سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة الجونة.. ورغم أن الصحيفي لم يقطع وعدا إلا أنني أكرر ثقتي في "جدعنة" كل رجال الجونة بداية من المهندس سميح لأصغر عامل.. وان سميح والصحيفي سوف ينطران بعين الوطنية وحب مصر لمراجعة الموقف القائم حتي تنتهي الأزمة وينفرج الموقف الصعب الذي قد ينتج عنه أن يذهب أكبر فريقين مصريين وافريقيين للعب خارج مصر.