سيدتي: مهنتي أعمال حرة.. ميسور الحال.. قوي البنية.. مشكلتي هي الزواج.. فأنا غير متزوج.. وأخشي ألا أفعل.. لأسباب عديدة أود سردها وطرحها أمامك لعلك تجدين ما ينهي هذه القطيعة بيني وبين الحياة المستقرة. إنني كأي شاب أحببت وأحبتني الكثيرات.. ومنذ فترة ليست طويلة قررت الاستقرار.. فتقدمت بطريقة تقليدية لفتاة من أسرة محترمة جدا.. زرتهم مرتين مثلها "لقطة" حقيقة وفرصة جميلة لأي شاب.. تمت الخطوية وتقربت اليها.. حدث بيننا تنازلات صحيح أنها لم ترق لمستوي الخطورة.. لكنها دفعتني للشك والريبة في سلوك خطيبتي تلك التي ظننتها بريئة ففسخت الخطوبة وابتعدت.. لكنني ندمت فيما بعد علي تلك الأسرة المحترمة وشعرت بأنني أود العودة إلي ابنتهم وفعلا عدنا من جديد.. وتجدد ما حدث ثم الشك والريبة مرة أخري.. فتركتها مجددا.. وبدأت التفكير في البحث عن غيرها.. ذهبت لأسر كثيرة وتقدمت إليهم وكثير منهم وافق.. كنت أذهب زيارة أو زيارتين وأهرب ولا أعود.. ثم بدأت أفكر في العودة لخطيبتي الأولي فقد علمت أنها لمتخطب حتي الآن واعلم أيضاً أنها تحبني.. صحيح أنني لاأحبها لشخصها بل لأسرتها الطيبة.. إلا أنني أجد معها الراحة لولا قلقي وارتيابي.. أنا الان حائر.. ماذا أفعل لقد أصبح عمري 33 عاما وقادر علي الزواج ولكنني لا أجرؤ علي تلك الخطوة.. لذلك لجأت إليك لعلك تستطيعين تفسير ذلك ووضع يدي علي الحل الذي سينهي هذا العذاب. ہ عزيزي: قال الحسن البصري: "إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء.. فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا". وهناك بيت شعر يقول: يا أيها الظالم في فعله .. والظلم مردود علي من ظلم إلي متي أنت وحتي متي .. تشكو المصيبات وتنسي النعم؟! بالطبع لن يكون هناك أبلغ مما قيل فيما سبق ولكن تعال معي نشرح الأمر.. لقد رزقك الله المال وشكرت عليه والصحة والعافية والشباب وقد تكون شكرته.. ودعوته للزوجة.. فأرسل لك خطيبة تنتمي لأسرة طيبة ووصل بك الأمر.. انك تعود إلي ابنتهم بعد تركها لأجلهم.. وأظن ان أسرة بهذه الأخلاق.. لن تضن علي قطعة منها هي ابنتهم بالتربية.. وأظنها كذلك.. فهي فتاة مؤدبة وبريئة لأنها لو كانت خبيثة لادعت الطهر والبراءة أمامك في المرة الثانية التي عدت فيها إليها.. لكنها تصرفت بفطرتها مع تلك العلاقة الحساسة التي تفصلها شعره أدق من شعرة معاوية.. وهي أنها أحبتك والمرأة عندما تحب تلغي عقلها الا فيما يختص بعلاقتها من الخالق وبعضهن ينسي هذه القيمة أيضاً.. وتحكم عاطفتها إلي أبعد مدي.. والدليل ان فتاتك.. وجدت أنكما أصبحتما خطيبين وهي تحبك وأنتما علي وشك الزواج فتنازلت حبا لك وليس استهتاراً.. وهكذا وقعت في الفخ وهذا دليل علي عدم فطنتها كالكثيرات من النساء اللاتي يخلطن بين العلاقات وبعضها.. ولايعرفن أن هناك فارقا بين الخطوبة والزواج وأنه يجب علي المرأة ألا تفرط الا في بيت الزوجية ولكن في حالتك.. أنت أيضاً مُحرض.. فأنت تثيرها وتحرضها علي الفعل ولك مثلها من العقاب.. فالبراءة والنقاء لا يفرقان بين رجل وامرأة. يا صديقي محرم علي كليهما ما حرم الله ويحل لهما معا م اأحله الله.. لم يعطك ميزة العفو لك وحدك عند المعصية!! لقد ظلمتها وهذا هو مردود ظلمك بل لقد ظلت الأسرة الطيبة التي وثقت بك وفتحت بابها واعتبرتك جزءا منها.. فخنت وغادرت بيتهم حزينا تشعر بالندم تارة والظلم تارة. لا أيها الظالم البريء.. الذنب مقسوم علي اثنين وهل تظن أنت أنك لو فكرت في العودة.. أنها ستعود إليك.. جرب ولكن ان عادت فلا أقل من الزفاف فورا.. وأعلم أنها تصرفت بتلقائية.. صحيح انه تصرف مرفوض ولكن سوء الفهم يصنع كثيرا من الكوارث الأخلاقية والحمد لله ان تنازلاتها لم تصل إلي حد الكارثة فلا تتعامل مع نفسك كأنك ضحية.. لأنك ضحية تفكيرك وظلمك لنفسك وللأخريات. ہہ همسات ہہ الصديقة: ولاء هذه المساحة مخصصة لمشاكلكم الاجتماعية والعاطفية وليس لابداعاتكم.. هناك صفحات مخصصة للجانب الأدبي والثقافي..وأهلا بك دائماً.