مواجهة الإرهاب بعصاة غليظة أمر حتمي في الوقت الراهن.. فلن يرميك أحد بقنبلة فترد عليه بقطعة حلوي!! فما بالك لو أن هذا الأحد هو أقلية ضئيلة متواطئة مع أعداء مصر سراً وعلناً لتخريب الوطن. وتفتيته. وتجويعه. وتحويله إلي دويلات متناحرة؟!! لكن هذه العصا الغليظة لن تحل جذور المشكلة وحدها.. لأنها تواجه الظاهر منها علي السطح. وتواجه القوة المادية المباشرة في الشوارع والميادين والمدن. سواء بالقاهرة أو سيناء أو الصعيد وسائر المحافظات.. فماذا عن المفاهيم الراسخة لدي هذه الكيانات العدوانية المناوئة لشعب مصر وجيشه وشرطته؟! إنهم ككيانات إرهابية تمتد جذورهم في ثنايا المجتمع. وإذا اجتثت الأغصان والسيقان لأشجار السنط والصبار والأشجار السامة. فلابد من أن تنمو من جديد. وتستشري غصونها وأوراقها الملوثة القاتلة. ليس هنالك من حل سوي "الحرب الثلاثية" في وقت واحد.. فإذا بدأنا بالحرب الأمنية ضد الإرهاب فإن جناحين آخرين مازالا غائبين عن هذه المعركة. ووجودهما حاسم في هذا السياق. وغيابهما يعني استمرار المواجهات الأمنية. ولو علي نطاق ضيق إلي آماد بعيدة. الجناح الثاني اذن بعد الأمن هو "المواجهة الفكرية" أو "الحرب الفكرية" والجناح الثالث هو البعد الاقتصادي لنقضي علي البطالة والفقر والجوع كبيئة خصبة للإرهاب والتطرف. أما الحرب الفكرية فأول أدواتها وميادينها كذلك تصحيح المفاهيم والمصطلحات التي تطلق طوال سنين كمسلمات لا أحد يناقشها. ولا أحد يشك في صحتها.. من هذه المصطلحات والمفاهيم الخاطئة مسمي "الإسلاميون" و"التيار الإسلامي" و"الأحزاب الإسلامية" و"الإخوان المسلمون" و"الإسلام السياسي".. وكل مايربط بين عصابات الإرهاب والتطرف وبين ديننا الوسطي المعتدل المسالم. فلتبدأ حربنا ضد هذه الكيانات المعادية للوطن بوضع المعاني في ألفاظها الدقيقة.. هذه الكيانات مجرد "متطرفين" أو "إرهابيين" أو بالتعبير التاريخي القديم "خوارج".. فهم خوارج العصر الحديث.. ولا يحاربون إلا بما حاربهم به أجدادنا منذ اغتيال الإمام علي. وهو مع السيف والعنف الفكر والتوعية وكشف زيفهم وأكاذيبهم وتخريبهم للإسلام. ونفاقهم الذي يعيشون به بديلاً عن الماء والهواء!!