اكد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية عبود الزمر معارضته الشديدة لعودة التنظيم إلي انتهاج الكفاح المسلح مرة أخري في ظل سقوط مئات القتلي بين صفوف التيار الإسلامي. محذرا في الوقت ذاته الرئيس السابق حسني مبارك من محاولة العودة للمشهد السياسي بعد إطلاق سراحه. قال الزمر في حوار له مع مجلة "تايم" الأمريكية أوردته علي موقعها الالكتروني أمس: "رسالتي لمبارك هي أنني لست ضد الافراج عنك ولكن بات لزاما عليه بعد الدروس التي تلقاها طيلة فترةحبسه وبعد أن ذاق مرارة الحبس التي ذقناها نحن لفترات طويلة كانت أسوأها خلال فترة حكمه. ألا يحاول العودة للمشهد السياسي مرة أخري". أوضح أن الجماعة الاسلامية لم تلعب أي دور في موجة العنف التي تشهدها البلاد حاليا قائلاً: "لقد اصدرت توجيهاتي للجماعة وحزب البناء والتنمية بأن من لن يلتزم النهج السلمي في التظاهر أو من يشترك في أي هجوم علي منشأة حكومة أو قوات الجيش أو الشرطة أو كنيسة سيتم عزله نهائيا من الجماعة والحزب". اكد الزمر معارضته الشديدة لحرق الكنائس موضحا: "كنت حازما في موقفي هذا حتي وأنا داخل محبسي دون أن يطلب أحد مني ذلك. فأصدرت حينها بيانا يوضح أن مهاجمة دور العبادة وبيوت الله أمر ينافي الشريعة ويهدد السلام والتجانس المجتمعي". أما عن استهداف قوات الأمن فهذه "قصة مختلقة" من وجهة نظر الزمر الذي رأي إنها رد فعل شعبي طبيعي ضد مراكز الظلم في المجتمع. مشيرا إلي استخدام قوات الشرطة القوة المفرطة في فض اعتصامات انصار الرئيس المعزول في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة". وعن سؤاله حول استشعاره ثمة احتمالات لعودة الجماعة الاسلامية لرفع السلاح وانتهاج العنف مرة اخري. أجاب الزمر قائلا: "هذا قرار نهائي.. نحن عقدنا العزم علي أن يكون المسار السياسي السلمي سبيلنا ونحن في المعارضة وعندما نعارض هذه الحكومة غير الشرعية فسنعارضها عبر وسائل الديمقراطية". في سياق آخر.. رجح عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية عبود الزمر أن تكون الإتهامات الموجهة ضد ابن عمه طارق الزمر القيادي في تنظيم الجهاد ورئيس حزب البناء والتنمية متعلقة بالتصريحات التي أدلي بها الأخير خلال خطابه في التظاهرات التي نظمها التيار الإسلامي خلال شهر يونيو الماضي عندما توعد بسحق تظاهرات 30 من يونيو ضد مرسي. لفت القيادي بالجماعة الاسلامية إلي إنه تم إصدار أوامر لطارق الزمر بعدم الظهور في وسائل الإعلام أو المشهد العام كي لا يمنح أحدا الفرصة في أن يستغل كلماته كمبرر للقول بانه يدعم استخدام القوةكذلك الامر بالنسبة للقيادي عاصم عبدالماجد الذي صدر في حقه هو الآخر امرا بالاعتقال: فقد منع من الظهور تماما وذلك حفاظا علي سلامته الشخصية كما أوضح الزمر. ورأت المجلة الامريكية من جانبها أن حديث الزمر لا يوحي بأن استخدام الدولة للقوة المفرطة سييتتبعه بالضرورة لجوء الإسلاميين إلي "عسكرة" صراعهم علي نطاق أوسع مشيرة إلي أن الجماعة الاسلامية كانت قد أعلنت بالفعل نبذها للعنف رسميا بينما كان لايزال الزمر قيد الاعتقال وحتي بعد ان أطلق سراحه عقب ثورة 25 يناير حث الزمر علي الالتزام بالسلمية ونبذ العنف تماما.