كانت بغال البلدية تمرح بيننا. تقسو علينا أحيانا. ولكننا لا نستطيع العيش بدونها تجر عربة الرش. تجر عربات القمامة. تجر عربات الكارو.. تفعل أشياء كثيرة لم نكن نحس كم هي مهمة.. وما أن تمر بشارعنا. حتي نشعر بأن هناك من يهتم بنا ويحاول جاهدا أن يجعلنا نشعر بوجوده.. وأنه يرعانا.. وأن علينا الطاعة..ويرتفع منا الدعاء لبغل البلدية.. ولأن كل شيء يتطور.. اختفي بغل البلدية.. وجاءت الصورة المعدلة: بغل المجلس. حضر البغل إلي المجلس.. مهيبا كقائد.. رقيقا كحمامة.. عبوسا كيوم مطير. مبتسما كنسمة في عصاري الصيف.. لهذا كانت حيرتنا.. لم نستطع أن نصنفه أنحبه؟. أنكرهه؟ وعلي الرغم منا.. ارتفع صوتنا بالدعاء لبغل المجلس..وزع بغل المجلس العمل علي البغال الأصغار. راحوا يمتصون رحيق الزهور.. وكان استهلاك العسل من نصيبهم وعلينا أن نري الزهور ونتمتع برؤيتها.. ونسعد برؤيتهم يمتصون رحيقها. وعلا صوتنا بالدعاء لبغل المجلس. أخذت الزهور تذبل. احتل الصبار أماكنها.. أخذت البغال تمتص دماءنا.. وكان العسل أروع.. ويحصل بغل المجلس علي نصيبه منها فالبغال الأصغار تعرف له قدره ونحن نعرف قدر البغال واستمر دعاؤنا لبغل المجلس.