اعجبتني فكرة تأسيس حزب سياسي جديد يعبر عن قبائل الصحاري في مصر. الفكرة جيدة جداً خاصة ان هذا الحزب سوف يضم قبائلنا المهمشة عمداً مع سبق الأصرار.. والتي كان لتهميشها آثار سلبية كثيرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وقانونياً وديموجرافياً.. وقد طفت هذه الآثار علي السطح بوضوح خلال ثورة 25 يناير وان كانت موجودة قبلها الا أن احداً لم يكن يعلن عنها مفضلاً دفن الرءوس في الرمال. *** ولكن.. لا اتفق مع بعض الأمور التي أعلنها الشيخ علي فريج راشد وكيل مؤسسي الحزب. أولي هذه الأمور اسم الحزب.. فقد أعلن أن اسمه سيكون "الحزب العربي للحرية والعدالة والمساواة" وهو اسم غير موفق بالمرة حيث يتشابه مع الاسم الذي اختارته جماعة الإخوان المسلمين لحزبها "العدالة والمساواة".. وبالتالي يمكن الاعتراض علي هذا الاسم. قد يكون ملائماً أن يطلق عليه اسم "حزب القبائل" أو تضاف للقبائل صفة "المصرية". اعتقد أن هذا أفضل.. وأقرب للواقع.. ولايمكن الاعتراض عليه. *** ثاني الأمور.. دعم القضاء العرفي والشعبي للمساهمة في حل النزاعات. أعرف جيداً أن القضاء العرفي هو السائد بين القبائل وان ابناء القبيلة يحترمون ذلك ويعتبرونه قانوناً خاصاً بهم.. فكلمة شيخ القبيلة "سيف" علي رقاب الجميع. لكننا يا شيخ راشد في بلد القانون الذي يجب أن يسود ويعلو ولايعلي عليه والا تحولت مصر إلي "كانتونات".. كل كانتون يحكم علي هواه.. وهذا لايجوز. القضاء العرفي يمكن اتباعه لفض المنازعات الأسرية مثلاً.. لكن في الجرائم الجنائية كالقتل والسرقة وغيرهما لابد من تطبيق القانون والا تحولت الصحاري إلي غابة وكل شيخ يعتبر نفسه ولي أمر يطبق الحدود ويقتل ويسجن وغير ذلك مما يخلق فوضي لايرضاها أحد. *** ثالث الأمور.. اؤيد فيه جزءاً وارفض جزءاً.. اؤيد وبشدة اختيار العمد والمشايخ بالانتخاب الحر المباشر.. فهذا يتفق مع توجهاتي بضرورة أن تكون كافة الاختيارات بالانتخاب وليس بالفرض من خلال التعيين. ولا اؤيد منح العمد والمشايخ الحصانة التي تمنح لنواب البرلمان والا اصبحت هذه الحصانة هي القاعدة وعدم الحصانة هو الاستثناء. وبصراحة.. أنا شخصياً ارفض الحصانة البرلمانية واتمني الغاءها لأنها تفتح أبواب الشيطان علي مصاريعه. *** عموماً -وكما قلت- فان فكرة الحزب في حد ذاتها جيدة جداً.. ويستحق أهالينا ابناء مصر من البدو سواء في سيناء أو الصحراء الشرقية والغربية أو الصعيد أن يكون لهم حزب مستقل. انهم قوة لايستهان بها ويتواجدون في أماكن حساسة وفي غاية الأهمية.. وقد أهملوا فترات طويلة وتعرضوا لظلم فادح سياسياً وامنياً وتنموياً خاصة بدو سيناء الذين تحملوا فوق ما يتحمل البشر رغم دورهم البطولي والوطني لدحر العدوان الإسرائيلي من سيناء.. وآن لهم أن يجنوا ثمار صبرهم.