نريد أن نسقط نظرية هدم كل شيءوكل عمل تم علي أرض مصر إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك.. ما تم من عمل أصبح ملكا لمصر وللشعب المصري. وليس ملكا لمبارك والنظام السابق. رأس النظام السابق ورموزه وأقطابه وأتباعه يحاكمون الآن بتهمة استغلال النفوذ والتربح من المال العام والفساد.. إلي جانب التحريض علي قتل شهداء الثورة وغيرها من التهم. وليس معني انهم أساءوا واستغلوا وأفسدوا أن يتم إلغاء أو الانتقاص من أي عمل تم في ذلك العهد. ونتخذ ذلك ذريعة لهدمه أو إلغائه. ان فصل حلوان عن محافظة القاهرة وجعلها محافظة مستقلة وفصل مدينة 6 أكتوبر عن الجيزة وجعلها محافظة مستقلة كان في رأيي قرارا صائبا.. فالقاهرة امتدت واتسعت بشكل خرافي حتي أصبحت كالاخطبوط الذي تمتد أذرعه في كل اتجاه والسيطرة عليها أصبحت خارج قدرات أي محافظ مهما كانت عبقريته ناهيك عن الإمكانات المالية التي لا تفي بحاجة المحافظة من المشروعات التي ترفع مستوي السكان. ولذلك جاء فصل حلوان وتوابعها عن المحافظة ليعطي لهذه المدينة وتوابعها الممتدة في الشمال والجنوب اهتماماً خاصاً يعيد إليها ما كانت تتمتع به من جمال ونماء ويعيد إلي سكانها وسكان القري التابعة لها الاحساس بالآدمية. كذلك كان الحال بالنسبة لمحافظة أكتوبر الجديدة.. فالذي لا يري كم المشاكل التي تجثم فوق محافظة الجيزة والتكدس السكاني الرهيب فيها والعشوائيات التي تطل من كل جوانبها وتدني مستوي معيشة سكانها لا يمكن أن يكون مسئولا يعيش بيننا ويعرف ما نعانيه من مشاكل.. ويكفي انه علي مدي عشرات السنين لم يستطع أي محافظ للجيزة أو للقاهرة أن يتخلص من تلال القمامة التي تسد الشوارع وتزكم الأنوف وأصبحت بؤرة للأمراض والحشرات وكل الهوام الضالة. لقد كان فصل حلوان وأكتوبر بمثابة علاج لأمراض محافظتي القاهرةوالجيزة.. وبدأت المحافظتان الجديدتان تعرفان طريق الإصلاح والتطوير في كثير من مرافقهما. وأخص هنا بالذات محافظة حلوان فلقد رأيت بنفسي مشروعات هائلة بحق وصدق ينفذها الرجل المحترم قدري أبوحسين وأيقنت ان حلوان بدأت تعود محافظة نموذجية بمعني الكلمة وان مدينة حلوان ستصبح جاذبة للسياحة بما فيها من مقومات سياحية هائلة أشهرها عين حلوان والكبريتاج. وحدائق علي أعلي مستوي من الجمال والبهاء في كل مكان وشوارع جديدة تشق وشوارع يعاد رصفها وتنظيمها وكورنيش النيل من أمامها يعود متعة للناظرين والزائرين.. حتي القري البعيدة مثل اطفيح وغيرها عرفت طريقها للتطوير والتنمية.. فلماذا هدم ذلك كله بجرة قلم؟! بصراحة يا دكتور عصام شرف قرار الإلغاء قرار متعجل وخاطئ وكان يجب التريث فيه وعرضه للمناقشة قبل اتخاذه ويجب الآن اعادة دراسته من جديد ولا عيب اطلاقا أن نرجع في قرار خاطئ اتخذناه.. ولكن العيب في الإصرار علي الخطأ.