كل شخص يمكنه أن يختار أحد اتجاهين في هذه الحياة.. إما أن يزرع أو يبني.. هكذا يكون الفكر السليم الذي يحرص علي الزرع والبناء.. فلا للهدم... ولا للتدمير.. لأن المهمة الرئيسية للإنسان هي تعمير الأرض. لا خرابها. هذا النداء بالتعمير موجه لكل البشر الذين جعلهم الله خلفاء له في الأرض.. يقول تعالي: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. قال إني أعلم ما لا تعلمون" "صدق الله العظيم".. لقد خلقنا الله لهدف معلوم وخلق منا العدو الذي يخرب.. وهذا ما فعلته النظم الفاسدة التي حرصت علي تخريب دواخلنا. فعندما يُحرم الإنسان من حقوقه. عندما يحتسي المرار في كئوس آسنة.. ويقتات من فتاتهم التي تعفنت في صناديق قمامتهم. عندما يلتهمهم الظلم ويسكنهم الغول.. وقتها يتحول كل منهم إلي قنبلة موقوتة تبحث عن الانفجار. وهذا ما حدث مع أبنائنا.. ولدوا بلا مستقبل معلوم أصبح حلم العمل والشقة والأسرة من الأحلام المحرمة. زرعوا الخوف في أحشائهم.. نثروا الذل في عروقهم. فانكسرت العيون وتمزقت الألسن وانبطحوا علي بطونهم واستكانوا!! هكذا ظن الفاسدون بأولادنا.. فتشدقوا بديمقراطيتهم الكاذبة.. وقصفوا الأقلام الحرة. وهددوا كل الشرفاء في أولادهم خوفاً علي لقمة العيش ولباس الذل. وجاءت اللطمة الصدمة.. لا لطمة الإهانة.. نعم صفعتنا الأيادي الرقيقة الصغيرة التي ربيناها لنفيق من تلك الإغماءة أو الغيبوبة.. فجأة هب الشباب.. مَن كُنا نظنهم زاحفين علي بطونهم. استقاموا مارداً أطاح بالظالمين.. استقامت كل الأعواد الرخوة التي ألفت المذلة والإهانة. أطاح هديرهم بقوانين الطغاة الذين وأدوا حلمهم ومحوا شهادات ميلادهم وأذلوا أباءهم.. سطروا تاريخاً جديداً "25 يناير ثورة التحرير.. ثورة العزة والكرامة.. فماذا بعد؟!".