زارت "المساء" قرية بني أحمد المنكوبة بمركز المنيا. والتي اندلعت فيها أحداث فتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد. وكان سببها شائعة. وطيش الشباب في آن واحد. وا أسفاه علي ما حدث من خراب ودمار واشتباكات بالأيدي والأسلحة بين أبناء نسيج الأمة بسبب شابين طائشين اختلفا علي سماع أغنية أثناء جلوسهما علي أحد المقاهي بقرية بني أحمد الشرقية التابعة لمركز المنيا وهم يلعبون "الدومنة" وتناثرت الشائعات المغرضة بين أبناء القرية. مما أدي لنشوب معارك دامية. وإصابة 17 بينهما نقيب شرطة ومجندان وحرق 9 منازل وعدد من المحلات التجارية وصيدلية و8 سيارات بسبب شائعة امتدت بسرعة البرق لتصل الي القري المجاورة بني أحمد الغربية وريدة التابعتين لمركز المنيا التي تؤكد قيام الأقباط بقتل أشقائهم المسلمين داخل مسجد الفردوس بجنوب القرية واصابة العديد منهم أثناء أداء الصلاة. دفعت الشائعة أهالي قرية بني أحمد الغربية الي التوجه سريعاً لمناصرة أشقائهم المسلمين. إلا أن الأمن كان أسرع في التدخل ونجح في فصل الجانبين عن بعضهما البعض ومنع وصول بعض الأهالي الثائرين من القري المجاورة للاعتداء علي أهالي قرية بني أحمد الشرقية التي يقطنها نسبة كبيرة من الأقباط. وتتميز بالسمة التجارية.. كما تبعد حوالي 7 كيلو مترات عن مدينة المنيا وتقع في الجانب الشرقي وتتبع الوحدة المحلية لبني محمد سلطان. كما يوجد بها مستوصف خيري قبطي يخدم أبناء القرية. وعلاقة المسلمين بالأقباط مثال لوجهي العملة الواحدة. إلا أن الفتنة لعن الله من أيقظها. فحاول مروجها أن يقضي علي الأخضر واليابس بسببب شائعة مجردة تماماً من الحقيقة. أكد اللواء عبدالعزيز أبو قورة مدير أمن المنيا ل"المساء" أنه تحرك فوراً عندما علم ببلاغ غرفة عمليات النجدة وقال: توجهت الي مسرح الحادث لوأد الفتنة وقمت باتخاذ عدة اجراءات أمنية سريعة منها ارسال أقرب خدمات أمنية وتعزيزات الي موقع الحادث واحلالها بخدمات أخري بهدف الوصول بأسرع وقت ممكن قبل اندلاع الاشتباكات بين أبناء الوطن بسبب شائعة. وقمنا بفرض كردون أمني بين طرفي النزاع. كما قمنا بحجز أهالي قرية بني أحمد الغربية ومنعهم من دخول قرية بني أحمد الشرقية خوفاً من سقوط خسائر بشرية. ولمنع تجدد الاشتباكات كما سيطرت قوات الأمن والعمليات الخاصة علي طرفي النزاع وتم اطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الطرفين. ثم تمت الاستعانة بكبار العائلات وذهبوا الي الجامع والكنيسة ولم يجدوا أي خسائر في الأرواح أو مادية مما دفع الأهالي الي المغادرة في الحال بعد اقتناعهم بأنها شائعة لا أساس لها من الصحة. أضاف أنه تم انشاء نقاط تفتيش وكمائن متحركة وثابتة ووحدة اشتباه بمداخل ومخارج القرية لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخري. كما تمكن اللواء علي سلطان مدير إدارة البحث الجنائي ورجال المباحث من القاء القبض علي 17 متهماً حيث أمرت النيابة بحبس 6 متهمين 4 أيام. كما جددت حبس 11 آخرين 15 يوماً علي ذمة التحقيقات وتوجيه تهم اتلاف ممتلكات خاصة وحيازة أسلحة بدون ترخيص واثارة الشغب والتحريض. أشار أبو قورة الي أن وجود شائعة ليلة أمس كادت تقضي علي الأخصر واليابس وأن تفسد ما توصل إليه كبار العائلات من مساع وجهود مبذولة لاتمام عملية الصلح بين الطرفين بسبب انقطاع التيار الكهربائي حيث انتشرت الشائعة بأن المسلمين قطعوا التيار الكهربائي لاستهداف الأقباط وهذا الكلام عار تماماً من الصحة. فيما أكد كبار العائلات بالقرية بأن انقطاع التيار وارد في أي لحظة واستطعنا اخماد ألسنة الفتن المتأججة بالمنيا كما قمنا باحضار سيارات لعودة القادمين من قرية بني أحمد الغربية الي الشرقية. أكد أن مساعي الصلح التي يقوم بها كبار العائلات بالقريتين مستمرة وتمهد للصلح بهدف حقن الدماء والحفاظ علي نسيج الأمة الواحد لحل المشكلة التي ولددت من رحم شائعة ولعودة الهدوء بين الطرفين وأن الشرطة تعمل جاهدة علي تقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت ومنع وقوع الجريمة. أوضح أنه في آن واحد نجح رجال الأمن في السيطرة علي 3 قري كادت تتحول في لحظة واحدة الي أحداث ملتهبة. كما قام أبناء قرية ريدة من الأقباط والمسلمين بعقد جلسة صلح عرفية. وأكدوا أن من قام بتلك الأعمال المشينة هما صبية لا يدركون أواصر العلاقة الحميمة بيننا وقاموا بالاعتذار للأقباط في جلسة واحدة وخرجوا كالسمن علي العسل. بعد قيام صبي بتحطيم 3 نوافذ للكنيسة والتعدي علي بعض منازل ومحلات للأقباط في حين تصدي لهم أشقاؤهم المسلمون. تجولنا في قرية بني أحمد الشرقية حيث يسود الهدوء الحذر بالقرية ولغة العيون هي السائدة بعيداً عن الكلام مع تواجد ملحوظ ومكثف لرجال الشرطة. يقول الدكتور جورج منير صاحب صيدلية في بني أحمد الشرقية إن بعض الأشخاص قاموا بتحطيم الزجاج وسرقة الأدوية. وتقدر الخسائر بمبلغ 15 ألف جنيه. كما تم اتلاف بعضها أثناء اطفاء النيران بالصيدلية. كما تمت سرقة التليفزيون والريسيفير واللاب توب وقمت بتحرير محضر بمركز المنيا. قال م. مينا اسحق صاحب مطعم وصاحب محل مجمدات: كانت مشاجرة عادية إلا أننا كنا نشك أنه مخطط حيث وجدنا أشخاصاً كثيرين غرباء في القرية فكنا متوقعين حدوث مشكلة. كما قام بعض الأهالي بالاتصال بالقري المجاورة ويخبرونهم بأن الأقباط قاموا بقتل المصلين بمسجد الفردوس الكائن غرب البلد. وكانوا يحملون شوما وسنجا ويقومون بكسر الأبواب وقام بعضهم بسرقة محتويات المطعم من 10 اسطوانات غاز كبيرة والاستيلاء علي ثلاجة عرض للمشروبات وثلاجة مجمدات كانت داخل المطعم وتم تكسير أكثر من 40 صندوق مشروبات غازية ماركة "صاروخ" كما كان يوجد لحوم مجمدة بأكثر من 20 ألف جنيه. والجدير بالذكر يعمل بالمحل أكثر من 5 أفراد يعولون 5 أسر. أضاف مجدي فتحي صاحب محل اكسسوار سيارات أنه تم الاستيلاء علي بضاعة تقدر ب 40 ألف جنيه من المحل. وكذلك من محل بيع بطاريات سيارات ملك أبانوب حنا تم تكسير المحل والاستيلاء علي أكثر من 50 ألف جنيه. كما قاموا باضرام النيران في سيارة نقل وأتوبيس ملك عادل مليكة صاحب مصنع سلك جنوب مسجد الفردوس. يؤكد الأهالي أن القري المجاورة فهمت مغزي الاشتباكات بأن هناك أصابع خفية تدير تلك الاشتباكات بهدف اثارة الفتن الطائفية. فقام الأقباط والمسلمون بعمل لجان شعبية مثل قري عكاكة والأبعدية حتي لا يتكرر سناريو التخريب ببني أحمد الشرقية كما يقوم الأهالي بمساعدة الشرطة بعمل لجان شعبية للتأكد من هوية المارة كما يتقدم الأهالي بالشكر الي رجال الأمن علي مجهوداتهم المضنية.