لقد عظم الله تعالي حق الوالدين. ورفعت الشريعة من شأنهما. ولهما حق عظيم علي الأبناء. حيث تعبا في رعايتهم والقيام علي شؤنهم. وعلي الأخص الوالدة التي حملت الابن تسعة أشهر. ثم دخلت في آلام لا يعلمها إلا الله عند وضعه. ونسيت تلك الآلام كلها عند أول ضمة له لإرضاعه. ولذلك عظمت الشريعة حقها علي الابن أكثر من حق الأب. كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك"..بل إن الله تبارك وتعالي قد أمر بالإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف وإن كانا كافرين غير مسلمين وفي الحديث ".. استأذن رجل النبي في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال ففيهما فجاهد". د. محمد عماره - استاذ الفقه- جامعة الأزهر