أكد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي أن الجيش المصري جيش شريف وقوي وصلب. وأن القوات المسلحة كانت مخلصة في إعطاء النصيحة الأمينة.. مقدما العزاء لأسر الضحايا الذين سقطوا خلال الشهور الماضية وحتي الآن وقال السيسي- في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج الدفعة 64 بحرية والدفعة 41 دفاع جوي بمقر كلية الدفاع الجوي بالاسكندرية- إن القوات المسلحة تعاملت بعد تسليم السلطة في 30 يونيو إلي قيادة مدنية منتخبة بإخلاص وأمانة وشرف.. مشددا علي أن الجيش المصري في غاية الاحترام.. ووصفه بأنه "أسد" وأن الأسد لا يمكن ان يأكل أولاده. وكشف أنه قدم إلي الرئيس السابق ثلاثة تقديرات استراتيجية بالموقف وتطوراته والتوصيات التي ينبغي الأخذ بها حتي يتم تجاوز الازمات التي سيقابلها.. موضحا أن القوات المسلحة قامت بفعل ذلك من أجل بلدها مصر وليس من أجل أحد. أفاد السيسي بأنه جلس مع كافة القوي السياسية والدينية منذ أحداث 28 يناير.. مشيرا إلي أنه قدم النصيحة إلي التيار الديني ولا سيما فكرة الدولة والوطن وأن هذا الامر في غاية الاهمية. وأن قيادة الدولة أمر في غاية الحساسية وتحتاج إلي أن يكون الرئيس رئيسا لكل المصريين. كما كشف عن أن الشيخ أبو إسحاق الحويني القيادي السلفي المعروف سأله عن إمكانية الدفع بمرشح للرئاسة من التيار الاسلامي فأجابه بالرفض.. قائلا "إنهم -التيار الاسلامي- بحاجة إلي جهد ومعرفة وتأهيل. وإن الفترة المقبلة هي فترة دقيقة ولذلك فإني أنصح بلا". وقال إن القوات المسلحة كانت دائما تقدم النصيحة والتوصيات والنتائج المترتبة علي تطبيق تلك التوصيات.. مشيرا إلي أن هذا الامر حدث مرة واثنتين وثلاثا ثم توقفت عن إعطاء أي كلام نهاية شهر مارس في هذا المجال.. لافتا إلي أن ما يحدث هو ما تنبأت به القوات المسلحة منذ خمسة أشهر. وتابع: "يجب إن ننتبه جميعا إلي ان التيار الديني سيعتبر ان التطورات التي تتم داخل مصر ورفض المصريين لذلك شكل من أشكال الممانعة ضد الدين. وبالتالي ستتحول الدولة المصرية إلي مجابهة بين تيار يتصور أنه يكافح ويجاهد في سبيل الله ضد من يجابه الدين من وجهة نظر التيار الديني وضد تيار آخر يري انه من حقه أن يحكم البلد بالشكل الذي يتمناه". وقال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي إن القوات المسلحة والشرطة المدنية حريصتان علي كل المصريين.. مشددا علي أن الجيش المصري يأتمر فقط بأوامر المصريين وأن العلاقة بين شعب مصر وجيشه لن تنفصل.. موضحا أن الجيش المصري علي قلب رجل واحد.. نافيا في الوقت ذاته ما تردد بشأن حدوث انشقاقات في الجيش ومؤكدا ان هذه الشائعات عارية تماما عن الصحة. أضاف أنه لاتراجع عن خارطة الطريق التي طرحتها القوات المسلحة.. مشيرا إلي أن القوات المسلحة لم يكن لها خيار غير رضاء المصريين. أشار إلي أنه بعد خطاب الرئيس السابق محمد مرسي في قاعة المؤتمرات. أخبر 2 من القيادات بأن الموقف خطير ولابد من اجراء مصالحة حقيقية مع كل مؤسسات الدولة. وفي اليوم التالي جلس مع الرئيس السابق بدءا من الساعة الحادية عشرة وحتي الواحدة ظهرا يخبره بمفردات الخطاب الذي من الممكن ان يحقق هذا الامر. وقال له إن هذا ما سيستمع إليه خلال الخطاب اليوم ولكن الخطاب لم يكن المطلوب. وتابع: "إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة السابقة وأثناء قيادته كان حلمه أن يخلي بين إرادة المصريين واختياراتهم.. وأن يقوم بانتخابات حرة نزيهة حتي يمكن المصريين الذين خرجوا يوم 25 يناير أن تبقي معهم إرادتهم.. وأن الشعب هو صاحب الشرعية التي يمنحها عبر بالصندوق ويستطيع إرجاعها وأيضا ان يرفضها وينبغي احترام ذلك. وأفاد السيسي بأنه إذا كانت هناك وسيلة أخري غير خروج المواطنين بالملايين كان الامر أصبح يسيرا.. مطالبا جموع الشعب المصري بالنزول للميادين غدا الجمعة لتفويض القوات المسلحة لمواجهة العنف والارهاب "حتي تذكر الدنيا أن لكم قراراً وإرادة وأنه لو تم اللجوء للعنف والارهاب يفوض الجيش والشرطة لمواجهة ذلك". قال الفريق أول السيسي إن القوات المسلحة تعاملت مع الرئيس السابق بكل أمانة وصدق وشرف وانها لم تغدر أو تخن وكانت أمينة في اعطاء النصيحة.. مشيراً إلي أن ايادي رجال الجيش ناصعة لم تلطخ بدماء المصريين. قال السيسي إن جيش مصر عظيم ورجاله شرفاء ولايعرفون الكذب أو الافتراءات وقدمنا للرئيس السابق ثلاثة تقريرات استراتيجية للموقف وتطوراته وتوصيات بتجاوز الأزمة ولكنه لم يستجب لها مشيراً إلي أن كل ما يقوله موثق للتاريخ وتم فعله من أجل مصر ولا شئ آخر. أضاف السيسي أن جيش مصر لكل المصريين ولا ينحاز لفصيل علي حساب الآخر مؤكداً أنه نصح التيارات الاسلامية ممثلة في رموز من التيار نفسه بعدم ترشح الاسلاميين علي منصب رئيس الجمهورية لأنه مطلوب في هذه المرحلة الحرجة ان يكون الرئيس رئيساً لكل المصريين حرصاً علي عدم الانقسام في الشارع. قال إن موقف القوات المسلحة الصلب نابع من قيم دينية محترمة ودينية شريفة وإن قيادات القوات المسلحة تدرك تماماً أنها ستحاسب أمام الله علي كل ما تفعله مشيراً إلي ان جميع البيانات التي تم توجيهها إلي الشعب قبل 30 يونيه ثم عرضها علي الرئيس السابق مرسي مؤكداً أن القوات المسلحة لم تتجاوزه وأكدت له مراراً تحت قيادته كرئيس شرعي منتخب بإرادة الشعب ووجه حديثه إلي رجال القوات المسلحة قائلاً "ارفع رأسك نحن أناس تخاف الله". قال إنه نصح الرئيس السابق قبل ذلك بأن مشروعهم للحكم في مصر لا يصلح وأنه طالبه بإيقاف هذا المشروع لوجود رفض شعبي هائل لخطواته. أقسم الفريق أول السيسي بالله ثلاثا أن جيش مصر علي قلب رجل واحد وأن الدعاوي التي تخرج للإيحاء بأن هناك انقساماً داخل الجيش ما هي إلا مؤامرة لبث الفتن داخل الجيش وأن مثل هذه المؤامرات لا تجدي مع الجيش المصري.