شاركت "المساء" المسنين بالجمعية الخيرية الإسلامية افطارهم أمس.. قضت معهم أوقاتاً جميلة. تحدثوا علي مائدة "المساء" عن الذكريات الجميلة التي تعينهم علي مواصلة ما تبقي لهم من العمر. قالوا أنهم وهبوا حياتهم لفلذات أكبادهم لم يبخلوا بصحة أو جهد أو مال.. سهروا الليالي لراحة ابنائهم ومساعدتهم في كافة مراحل حياتهم. قالوا أنهم أدوا رسالتهم تجاههم علي أكمل وجه برضا وسعادة وطيب خاطر وأنهم الآن لا ينتظرون رد الجميل ولكنهم ينتظرون الحب والتقدير والاحترام.. أوضحوا انهم يقدرون انشغال ابنائهم في حياتهم اليومية وكفاحهم لتوفير لقمة العيش لكنهم يطالبونهم إلا يتجاهلوهم أو ينسوهم. سونة ممدوح "مشرفة بالدار" قالت: نرعي 41 مسناً 22 سيدة و19 رجلاً.. وهناك شروط ينبغي توافرها لقبول النزلاء بالدار أن يتجاوز عمره 60 عاما وأن يكون خاليا من الأمراض المعدية وقادراً علي خدمة نفسه وتوفر لهم خدمة الاستضافة مقابل أجر رمزي يتراوح ما بين 300 و400 جنيه كما يستضيف بعض الحالات مجانا بعد اجراء بحث اجتماعي ومن يثبت عدم قدرة أسرته علي إيوائه ورعايته نقبله مجاناً. قالت نوفر لهم كافة سبل الاعاشة من ايواء ورعاية صحية واجتماعية.. كما ننظم لهم بعض الأنشطة والبرامج الترفيهية للترويح عنهم. قالت ان معظم النزلاء من القاهرة وجميعهم حالات صعبة لأن كبر سنهم يشعرهم بضعفهم وقلة حيلتهم كما أن بعض الحالات يعانون من قسوة وجحود الابناء وأؤكد أن احتياجاتهم للاهتمام والرعاية من قبل ابنائهم أكثر من احتياجهم للرعاية التي نوفرها لهم لان الابناء هم الاقدر علي توفير احتياجاتهم النفسية والمعنوية واحساسهم بالاستقرار النفسي والطمأنينة. أضافت أن أكثر احتياجهم أن يشعروا ان لهم دوراً في حياة أسرتهم وأن أولادهم لا يستغنون عن خبراتهم.. وأن أولادهم في حاجة دائما لهم وهو ما يعينهم علي تحمل مشقة البعد عنهم. قال محمد فهمي "مهندس زراعي" 75 سنة.. انفصلت عن زوجتي منذ سنوات خاصة وليس لدي أبناء وجئت إلي دار المسنين منذ 4 سنوات مشيرا إلي أن شهر رمضان يحمل من الخير الكثير وله روحانيات دينية وكانت الناس تحب بعضها ولكن الآن قلت هذه الروحانيات وانقسمت البلد بسبب الاتجاهات الدينية الاسلامية والسياسية التي كادت أن تغرق البلد وتشتت المصريين.. قال محمد شحاتة محمد شحاتة 73 سنة "فني ري بوزارة الري" عانيت كثيرا بسبب قسوة زوجتي التي أخذت كل شيء اضطرتني للجوء إلي دار المسنين منذ 3 سنوات. أضاف لدي 2 من الابناء أحدهما متزوج والثاني لا يزال يأخذ منه مصاريف مع والدته التي اخذتهم للمعيشة معها عندما مرضت وبالرغم من قضائي 27 عاما في خدمتهم الا انها اخذت شقتي في الاسكندرية والجيزة لم ترض باعطائي مصاريف لعلاجي حتي جاءت اختي من تركيا وساعدتني حيث اصابتي بالعمود الفقري واحتاج إلي العلاج الطبيعي. أشار حسين إبراهيم معوض 77 سنة "رئيس قسم بالقوات الجوية سابقا".. إلي أنه انضم للدار منذ سنتين بعد عدم قدرته علي تعويض غياب زوجته بعد وفاتها خاصة انه لم ينجب موضحا ان الاجواء جميلة بالدار ويتلقي خدمة جيدة يشكر القائمين علي الدار. محمد رشاد أخر المنضمين إلي الدار منذ 4 أشهر وبعد أن وصل إلي سن 74 سنة وكان يعمل مديراً عاماً بشركة النصر للكاوتشوك بشبرا الخيمة ولديه 3 بنات وزوجته متوفاة. ويري أنه ادي رسالته في الحياة ولم يرغب في الذهاب إلي أحد ابنائه المتزوجين لاعتقاده ان بناته أولي لهن خدمة أزواجهن قبل خدمته خاصة أنهن متزوجات احداهن للواء طيار والأخري مدرسة والثالثة في السعودية مشيراً إلي أنهم يقمن بزيارته باستمرار وهو لا يريد ان يتعبهم. قال فاروق العطار- 73 عاما أحد المسنين انه فضل الانضمام إلي دار المسنين منذ 3 سنوات بعد أن ضاقت به الحياة وكثرت الخلافات الأسرية والديون عليه من أجل الحفاظ علي كيانه ووحدة الأسرة دون تفكك أو طلاق لزوجته وخاصة أن لديه ابناً مهندس كهرباء وبنتاً حاصلة علي ليسانس آداب فرنساوي والاثنان في تعداد البطالة لعدم وجود وظيفة مناسبة. أوضح أن شهر رمضان المبارك له طعم ثان خاصة أنه من مواليد الجمالية الحي الشعبي الذي يتكاتف في تجمع الأسر مع بعضها البعض في جميع الأوقات.. أما في الدار كل شيء بمواعيد ونظام.