من منصة رابعة العدوية حيث يحتشد مؤيدو الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي وجه الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين تهديداً مباشراً للفريق أول عبدالفتاح السيسي قائلا: ارحل يا سيسي حفاظا علي سلامة وتماسك القوات المسلحة التي لم يحدث في تاريخها هذه الجريمة التي راح ضحيتها ما يقرب من 102 شهيد. وإذا جاز لنا تفسير ما قاله الدكتور البلتاجي فإنه يعني مراهنته علي إحداث انقسام في القوات المسلحة بحجة أنها المسئولة عن الضحايا الذين سقطوا أمام دار الحرس الجمهوري رغم أن التحقيقات حول هذه الكارثة مازالت في بداياتها الأولي ولم تحدد من المسئول عنها.. ورغم أن هناك أوامر من النيابة العامة التي تحقق في الواقعة بضبط واحضار عدد من قيادات جماعات الإخوان لاتهامهم بالتورط في التدبير والتحريض عليها. لقد حدد الدكتور البلتاجي 18 يوما سيتم بعدها كما قال تصحيح لمسار الثورة معللاً ما حدث لنظام حكم الإخوان بأن مؤسسات الدولة القديمة انحازت للنظام السابق علي حساب الثورة وقد أخطأت الجماعة بوثوقها في هذه المؤسسات مؤكدا أن ذلك لن يتكرر مرة أخري. والبلتاجي بهذا الاتهام يوجه اتهاما مغلفا للمؤسسة العسكرية بأنها ضد الثورة وانها كانت منحازة لنظام مبارك ولذلك عملت علي اسقاط نظام الإخوان.. ولم يشر البلتاجي إلي ملايين المصريين الذين خرجوا إلي الميادين في كل انحاء مصر رافضين لحكم الإخوان.. وكأنه لم ير هذه الجموع الهادرة التي قدرتها جهات اجنبية ما بين 20 و30 مليون مواطن. أما ال 18 يوما التي حددها القيادي بجماعة الإخوان فقد اعتمد فيها علي المظاهرات التي نظمتها الجماعة الليلة الماضية في رابعة العدوية والاتحادية وأمام مدينة الانتاج الإعلامي وميدان النهضة وأطلق عليها جمعة الزحف.. ثم مليونية يوم 10 رمضان ذكري حرب السادس من أكتوبر.. ومليونية في 17 رمضان ذكري غزوة بدر. وفي هذا السياق كرر الدكتور البلتاجي أكثر من مرة تهديداته بأن الهجمات التي توجه ضد القوات المسلحة والداخلية في سيناء لن تهدأ إلا بعودة الدكتور محمد مرسي إلي الحكم.. وهذا يعني أن وراء هذه الهجمات تخطيطا من تدبير الجماعة وفي ضوء ما يتردد عن دور لافراد من جماعة حماس في هذه الهجمات. وألمح البلتاجي بطريقة لا تخفي علي أحد بأنه عند عودة جماعة الإخوان الي الحكم لن يكون للفريق أول عبدالفتاح السيسي مكان في القوات المسلحة ولا في قيادتها.. حيث قال: اننا مستعدون أن نمسح الماضي رغم ما فيه من جراح مع القوات المسلحة بشرط أن من دفع بجنود الجيش إلي اطلاق النار علي المصريين ألا يكون في صدارة القوات المسلحة. وهنا أيضا يكرر البلتاجي اتهامه للقوات المسلحة بأنها هي البادئة باطلاق الرصاص علي المعتصمين امام دار الحرس الجمهوري.. ويكرر اتهامه للفريق أول السيسي بأنه وراء هذا الحادث. ولست أدري: هل البلتاجي لديه من القوة ما يجعله يتحدي القوات المسلحة وقائدها للدرجة التي يطلق فيها هذه التهديدات العلنية؟! أم أنه يريد أن يكون هناك صدام بين المواطنين وقواتهم المسلحة؟! وهل كل هذا من أجل عودة نظام حكم الإخوان الذي خرج عليه أكثر من 20 مليون مواطن يوم 30 يونيو الماضي؟! لقد كانت تصريحات الدكتور محمد البلتاجي منذ أن تولي الإخوان الحكم تتسم دائما بالتحدي والاستفزاز للآخرين.. وكم نصحناه بأن يخفف من غلواء استفزازاته حتي يطل علي الجماهير بروح التسامح والعمل علي جذبهم لصف الجماعة لكنه لم يستمع واعتقد أن تصريحاته وتصريحات بعض القيادات الإخوانية والمتأخونة كانت أحد الأسباب المباشرة في هبة عشرات الملايين ضدهم يوم 30 يونيو. والبلتاجي بتصريحاته الجديدة يضع نفسه في مواجهة مع الجيش كله لا مع الفريق أول عبدالفتاح الساسي وحده. وكل انسان عاقل عليه أن يتحمل مسئولية ما ينطق به إن خيراً فخير وأن شراً فشر.