إن نجاحاتنا ليست ملكاً لنا.. ولكنها ملك للشعب الذي يترقب النتائج.. أما اخفاقاتنا فهي تحسب علينا وحدنا.. فقد صنعناها بأنفسنا وإن كان الشعب هو الذي يدفع ثمنها في النهاية. بالنسبة لي فقد كان الأمر معكوساً من خلال رصدي لأحوال الطيران المدني علي مدي أكثر من ثلاثين عاما وكل المتغيرات من حولي فقد عشت أعمق الأعماق مشكلات ومعاناة ومتاعب وانتصارات ولم أكن يوما متجاهلا للأحداث وإن غضب مني أحد لأنني باختصار أؤمن بإظهار الحقائق مهما كانت الخسائر. منذ 30 يونيو 2012 وتسليم السلطة إلي الرئيس المعزول محمد مرسي احسست بتيار جديد يتشكل داخل الطيران المدني يحاول أن يسير عكس التيار وأن هذا مؤشر علي أن التشقق سيعم كل أرضية المسرح. وبالفعل روعت حين أكتشفت أن التيارين يتواجهان وكأننا نبحث عن انقسامات أو مواجهات جديدة ونلح في طلبها. التيار الأول هو من العاملين الذين يهتمون بالعمل وليس لديهم أي انتماءات سياسية. وكان الثاني من الإخوان أو من الفصيل الذي يعتلي الموجة لحصد الغنائم. تولي سمير امبابي وزير الطيران السابق المهمة في أول حكومة للرئيس المعزول ولم تمض سوي أيام قليلة وأصدر عدة قرارات تعيين منها الطيار توفيق عاصي رئيساً للشركة القابضة لمصر للطيران ومجدي عبدالهادي نائباً لرئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية رغم علمه بأنه ليست لديه خبرة تؤهله لهذا المنصب الهام ولكن قوته كانت مستمدة من أنه كادر هام داخل الجماعة ودائما وأبداً يشيع منذ أن تولي هذا المنصب أنه رفض أن يكون وزيراً وكان دائما وراء إقصاء المسئولين من العسكريين وتكوين خلية للجماعة داخل الطيران المدني.. لكن شاءت الأقدار أن يتم الاطاحة بسمير امبابي في أول تعديل وزاري بعد 4 أشهر فقط من توليه المهمة وتعيين اللواء مهندس وائل المعداوي وزيراً للطيران المدني الذي كان يتولي قبل تعيينه مهام الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية فأصبح عبدالهادي رئيساً للشركة القابضة. ومنذ أن تولي المعداوي مهام وزارة الطيران وهو يتعرض لهجمة شرسة منظمة من قبل التابعين للجماعة بحجة أنه من المؤسسة العسكرية لكن الرجل تحمل الكثير من أجل دفع عجلة العمل للأمام بعد تعثرها بشكل كبير.. وكان دائماً يفتخر أنه من المؤسسة العسكرية واستطاع أن ينهض بأنشطة الطيران المدني رغم المضايقات التي تعرض لها من البعض وهو الآن محل تقدير من جميع العاملين بالطيران المدني.. ومنذ نجاح ثورة 30 يونيو وإسقاط النظام وتتوافد علي مكتب وزير الطيران لدعمه وتأييده في استمراره خلال المرحلة القادمة. كانت أول قراراته الجريئة إقالة مجدي عبدالهادي الكادر الإخواني من منصبه وتعيين د. أشرف زكي قائم بأعمال رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية بصفة مؤقتة. وتبقي الأنظار معلقة حول مصير الطيار توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران.