أرجو أن تتأمل معي هذه الكلمات: يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: قسمت البركة عشرة أجزاء: تسعة في مصر. وجزء في الأمصار كلها. ولا يزال في مصر بركة أضعاف ما في الأرضين كلها. ويقول ابن ظهيرة: ذكر الله مصر في القرآن الكريم. في ثمانية وعشرين موضعاً. منها ما هو صريح اللفظ. ومنها ما دل عليه القرآن وكتب التفسير. ومن كلمات الكهنة المصريين: الزراعة حياة مصر. والري روح الزراعة. والمواصلات من البلاد كالشرايين من الجسد. ومن مؤلف مكتوب في عهد الامبراطور ثيودوسيوس: مصر. ظل الإله علي الأرض. وهي قدس أقداس العالم. وحاضرة الأديان. ويقول إمري إن عظمة مصر تتجلي في تاريخ حضارتها ومدنيتها التي استمرت خمسة آلاف سنة. عاشتها أمة عظيمة موحدة. ثابتة. منظمة. كانت دائما تخطو نحو الارتقاء والتقدم. ويقول سونيرون: الانسان المصري لم يعرف العقم في حياته. عرف العطاء منذ أن رفع شعلة الحضارة. فالمصري صنع الحضارة لا في مصر وحدها. بل في العالم أجمع. إن اية حضارة فتحت نافذتها علي وادي النيل لم يفد منها بقدر ما أضاف إليها. كان المصري أول من صنع الحضارة ومن يصنع الحضارة لا يكف عن العطاء. ويقول روزبري: إن النيل هو مصر. ومصر هي النيل. ويقول إدوار دريو: ليست مصر طريقاً ولا معبراً ولا هي ورقة كوتشينة في الألاعيب المعقدة بين الدول. ولا يمكن أن تكون مصر مستعمرة للاستغلال. أو لاستيطان الغرباء ويقول ابن خلدون: مصرأم العالم. ويقول كعب الأحبار: من أرادها بسوء. قصمه الله. ويقول الأب برنا اليسوعي "1711": مصر هي البلد الوحيد في الامبراطورية الإسلامية الذي تقام فيه شعائر الدين المسيحي بحرية أكثر من أي بلد آخر. ولهذا السبب فإن عدداً كبيراً من نصاري البلاد الأخري يلجأون إليها. ويقول نابليون: إن مصر أهم بلد في العالم. ويقول نابليون: لو أتيح لي أن أعيش في هذا البلد. وأحكمه. لما تركت قطرة من ماء النيل تذهب إلي البحر. ويقول بسمارك: إن مصر قد تخسر أحيانا. ولكنها لا تضيع أبداً. ويقول فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا: إن مصر لو كانت في حوزتي لوضعتها بين جفني عيني. واحكمت إغلاقها عليها. حتي لا يراها أحد. ويقول كونريل: للمصريين شخصيتهم من أقدم الأزمنة. هم لايحتاجون أن يفنوا في غيرهم. لكن من الجائز أن يفني غيرهم فيهم. إن شخصية المصريين أزلية. انتصرت علي الزمان. فهي اقوي من أن تفني في شخصية أخري. ويقول الطهطاوي: مصر أم الحضارات. ولم تسبقها في ميدان المدنية ولا في حرفة تقنين القوانين وتشريع الأحكام. ولم تجحد نعمة اقتباس علومها أمة عاقلة. ولا انكرت الاستفادة بنور نبراسها مملكة عقيمة ولا دولة. ويقول علي فهمي أحد أبطال الثورة العرابية: عندي كلمة واحدة لا أملك سواها للدفاع عن نفسي.. إنني مصري. ويقول أناتول فرانس: إن العدل يقضي بأن يكون العالم معترفاً لمصر بجميلها وفضلها علي المدنية. ومن تقرير اللورد ملنر: إن كل مصري يستحق أن يسمي مصرياً وطني النزعة في قلبه. ويقول راسل باشا: المصريون مثل رمال الصحراء الناعمة. تستطيع أن تسير عليها طويلاً لكنها تثور فجأة. وتهب وتبتلعك.