بعد مرور عامين ونصف علي ثورة 25 يناير عشنا خلالها في الشوارع وبين الناس.. وبعد حوارات عديدة وطويلة من الممكن التأكيد علي وجود ما يقرب من 15 وجها سيتصدرون المشهد في 30 يونيه.. هذه الوجوه منها من هو بريء ومنها من هو غير ذلك.. منها من يملك النوايا الحسنة ومنها من يملك النوايا السيئة.. وخلال السطور القادمة سنقدم للناس وبكل صراحة الوجوه الثائرة وفيما تفكر وبكل شفافية ودون أن نتجاوز في حق أحد.. بل ونتحدي أن يثبت أي شخص تجاوزنا أو توجهنا مع طرف ضد الطرف الآخر. * الأول: ثائر سلمي غير مقتنع بأداء الإخوان ويريد فقط حلولا للأزمة.. حلولا قانونية ودستورية وقرارات مقنعة تدعو للاستقرار والأمن والطعام وبرنامج واضح وحكومة مقبولة وفرص لكل الناس وليس لفصيل واحد وشفافية في التعامل مع كل المواقف وكشف الحقائق في العديد من الجرائم التي ارتكبت وأن تتوقف ماكينة الشوري عن التشريع وضمان نزاهة انتخابية برلمانية أو أن يرحل الرئيس. * الثاني: ثائر سلمي ولكن بطلبات مبالغ فيها مثل إقصاء مرسي فورا وتعيين رئيس مؤقت وحكومة مؤقتة يسيران وفق تعليمات محددة وتغيير الدستور واستبعاد النائب العام وابعاد التيار الإسلامي عن أي مناصب. * الثالث: مجموعة رافضة لشخص الدكتور محمد مرسي من البداية وأعلنت ذلك بوضوح فور نجاحه وأعلنت ضده الثورة منذ اليوم الأول لنجاحه وبعضها لم يشارك في التصويت من البداية ومن صوت كان هدفه فقط سقوط شفيق ثم اسقاط مرسي. * الرابع: مجموعة ترفض مبدأ انفراد الإخوان بوجه خاص بالحكم حتي أنهم حاربوا نجاح الإخوان واتهموهم بالتزوير في الانتخابات ومنهم الثوار الذين كانوا يطمعون في مناصب قيادية باعتبارهم هم الذين فتحوا باب الثورة وشاركوا في وجود الإخوان علي كرسي الحكم.. ومعهم محللون دأبوا علي اتهام الإخوان بأنهم وراء كل الجرائم التي ارتكبت في مصر خلال وبعد الثورة وأيدهم في ذلك الإعلام غير الموضوعي. * الخامس: مجموعة ضد تواجد التيار الإسلامي في الحكم.. فهم لا يريدون أي قيود ولا يريدون أحداً يتكلم في حرام أو حلال وكشفوا عن أنفسهم عندما قالوا إن مرسي شيخ مش رئيس جمهورية.. ويريدون حرية في كل شيء ويحاولون الفصل بين الدين والدولة ويصفون الإخوان بالتيار الإسلامي السياسي. * السادس: مجموعة ضد الإسلام نفسه ومنهم من قالها صريحة: الحرب ضد الإسلام. * السابع: المجموعة التي كانت مع النظام القديم "الفلول" وجاءتهم الفرصة لكي يعودوا من جديد وعندهم أمل دفعوا من أجله الكثير وينتظرون الإطاحة بالإخوان للقفز علي كرسي الحكم. * الثامن: مجموعة ضد مصر من الداخل والخارج ويريدون اسقاط والبقاء عليها في فوضي وارتباك. * التاسع: مجموعة من الطيبين الذين اصيبوا باحباط من ضغط الإعلام والقوي السياسية والتي تفرض عليهم أمورا غير منطقية خاص عندما يركزون علي أن الرئيس لم يقدم شيئا وأنه هو المسئول عن كل كوارث مصر وأنه لم يختلف عن مبارك فيقتنع بهم الناس زهقا من الزن والحديث المبالغ فيه. * العاشر: مجموعة أخري من الناس الطيبين فاهمة أن رئيس الجمهورية يملك عصا سحرية وكان مطلوبا منه القضاء علي كل الأزمات وبأقصي سرعة مهما كانت العوائق بل وتريد ذلك وهي نائمة في بيوتها وبما أن ذلك لم يحدث فيرحل الرئيس. * الحادي عشر: مجموعة لم تشارك في الثورة الأولي وتريد أن تفوز بلقب ثائر ويتذكرها التاريخ ويتضح ذلك في شكلها وطبيعتها وتعليقاتها وانفعالها المبالغ فيه بعد أن فاتها قطار الثورة الحقيقي. * الثاني عشر: مجموعة من المشاهدين الذين يحرصون علي المتابعة من داخل الميدان كمن يشاهد مباراة في كرة القدم من داخل الاستاد.. ومنهم من يرحل نهاية اليوم ومنهم من ينفعل مع الأحداث فيبقي في الميدان. * الثالث عشر: الباعة الجائلون الذين ينتشرون في كل مكان ويحدثون رواجا وحركة تشعرك بزحام وهمي وكثيرا ما يتسببون في أزمات ويتحدث الكثير منهم بلغة الثورة. * الرابع عشر: البلطجية وهم أساس الفوضي والتخريب وهم كثر ولهم أهداف محددة غالبا ما تفسد علي الثوار ثورتهم بأعمالهم التخريبية الممنهجة. * الخامس عشر: أناس تعتقد أن الثورة لعبة كلما تريد أن تثور تثور تحت شعار من حق الشعب أن يثور حتي لو تسبب ذلك في دفع مصر للخلف وبكل قوة. وفي هذه النقطة بالتحديد أستطيع الجزم بأن المريين يعانون وبقوة من الافراط في كل جديد في حياتهم.. فإذا دخلت مصر سيارة جديدة تجد الشعب كله يريد ركوبها دون النظر لعيوبها أو مزاياها.. ولو تكلمنا عن روائي تجد الشعب يشتري كل قصصه حتي لو لم يقرأها.. لو افتتحت قرية سياحية يهرول إليها الناس.. لو تحدثنا في أي قضية تجد الكل يتكلم فيها.. واليوم نحن نعيش حالة ثورة والكل يريد أن يلعب ثورة مهما كانت أضرارها. لا شك أننا نعيش فترة حرجة وأن بعض القائمين علي الحكم ليسوا هم رجال المرحلة.. ولكن ذلك طبيعي فخبرة هؤلاء ليست بالقدر الكافي لقيادة مصر ولكن الشعب اختارهم وكان عليه أن يضع يده في أيديهم وينهضوا جميعا ببلدهم.. فما بالكم ونحن عقب ثورة وثورة مستمرة بكل أشكالها الطيبة والقبيحة واضطرابات من اعتصامات وظروف غير طبيعية أمنيا واقتصاديا وحروب داخلية وخارجية واعتراضات بلا توقف. لذلك فإننا نقول وبكل صراحة ان الظروف القاسية غيبت عنصر التوفيق عن الحكومة وأن المعارضة لم تحسن استغلال الموقف وزادته سوءا.. ولو كانت غير ذلك لوضعت يدها في يد الحكومة ثم حاسبتها في نهاية فترتها ولكنها تخشي أن تتسبب بوقوفها مع الحكومة في نجاح هذا التيار. وأخيرا وليس آخرا فإن المشهد مخيف والربط بين ثورة يناير وثورة يونيه هو هراء كبير والمقارنة بين مرسي ومبارك ظلم.. فما جاء به مبارك في 30 عاما ومصر قاطبة تحت سيطرته لم يكن ليأتي به مرسي في عام وهو لم يضع يده بعد علي نصف بلده. الثورة اليوم ستدخل بنا لكارثة لأن الشعب الذي ثار في يناير كانت ثورته بلا مقاومة كالتي سوف تحدث.. أما النظام الحالي فله أكثر من خط دفاع وستكون الحرب بين الشعب وبعضه وربنا يستر.