هل منطقة الشرق الأوسط مقبلة حقاً علي حرب مذهبية بين السنة والشيعة؟!.. وهل صعود تيار الإسلام السياسي إلي سدة الحكم في المنطقة العربية فيما يعرف بثورات الربيع العربي له علاقة بتلك المسألة؟!.. ألا يدرك أحد أن هذه الحرب ستؤدي إلي تشرذم المسلمين وتحولهم إلي فرق وجماعات متفرقة؟! كل هذه التساؤلات دارت بمخيلتي وأنا أتابع المشهد الحالي الذي تعالت فيه صيحات الجهاد إلي سوريا لنجدة الشعب السوري الذي يتعرض لمجازر العلويين علي يد بشار الأسد بمساعدة شيعة إيران وحزب الله. شهدت مصر عدة مؤتمرات لنصرة سوريا ارتفعت فيها الأصوات التي تطالب بالجهاد لوقف مجازر الأسد وحماية السوريين السنة من التغلغل الإيراني في مفاصل دمشق.. كما ظهرت نفس النداءات في عواصم عربية أخري في الكويت والسعودية وقطر وتونس!!! ففي خطبة الجمعة الماضية وقف الداعية السعودي محمد العريفي علي منبر جامع عمرو بن العاص بالقاهرة يخطب في المصلين داعياً إلي الجهاد في سوريا وإقامة دولة الخلافة الإسلامية قائلاً: جئت لشعب مصر العظيم. شعب البطولة والبسالة التي تحكي ببطولته القدس وفلسطين كي ينصر أهل الشام ضد الرئيس السوري الذي وصفه بالفرعون. أهم ما لفت انتباهي في كلام الداعية السعودي محمد العريفي انه ربط ما بين الجهاد وإقامة دولة الخلافة الإسلامية مما يعني أن تحرير سوريا سيكون إيذاناً ببدء الخلافة الإسلامية وكأن دولة الخلافة لن تقوم لها قائمة إلا بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وماقاله العريفي تردد علي ألسنة العديد من الدعاة ورجال الدين مثل الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد حسان وصفوت حجازي الذي أعلن أن الجماعات الإسلامية تمد الجيش السوري الحر بالسلاح منذ أكثر من عام!! يتزامن كل ذلك مع الهجوم علي الشيعة وحزب الله اللبناني الذي تحول في نظر الأنظمة الإسلامية الحاكمة من حزب للمقاومة إلي حزب للمقاولة علي القتل وسفك الدماء لدرجة أن جامعة الدول العربية هاجمت للمرة الأولي هذا الحزب بعد أن ظلت تردد لعقود بأنه فخر للمقاومة.. والمفارقة أن لا حزب الله ولا حركة حماس ولا الأنظمة الإسلامية الحاكمة باتوا يتحدثون الآن عن تحرير القدس ودحر إسرائيل وإنما أصبح سلاحهم موجهاً ضد بعضهم البعض.. فهل يفيق هؤلاء من الفخ الذي نصبته لهم أمريكا قبل فوات الأوان؟!!