كان المثال أحمد عثمان أستاذي في كلية الفنون الجميلة قبل ان يتركنا لافتتاح كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية لتأسيسها ويكون أول عميد لها.. وقد ولد عام 1908 وتوفي عام .1970 ينتمي الفنان للجيل الثاني الذي تألق في الثلاثينيات وما بعدها. وكان من قادة الحركة الفنية الذين لهم نشاط إداري. مما أتاح له أن يشرف علي عدة مشروعات أهمها تأسيس كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية التي افتتحت عام .1957 في تماثيل أحمد عثمان مذاق ايطالي. كما كان متأثراً إلي حد بعيد بالفن المصري القديم "الفرعوني". الذي كان في بؤرة الاهتمام بعد ثورة 1919 وحتي نهاية الحرب العالمية الثانية. تلقي تعليمه في مدرسة الفنون والزخارف المصرية التي حصل علي دبلومها عام 1927. وعمل بعد تخرجه لمدة عام في وظيفة مسجل للآثار مع بعثة جامعة بنسلفانيا في فلسطين. ثم سافر في بعثة دراسية إلي ايطاليا حيث حصل علي دبلوم فن النحت من أكاديمية الفنون الجميلة بروما عام 1930. وعقب عودته من ايطاليا عين مدرساً لفن النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتولي رئاسة قسم النحت بها علي مدي عشرين عاماً "1937 - 1957" وقد انتدب من عام 1935 لتدريس فن النحت للمسجونين بليمان طرة. واستطاع ان يكتشف بعض المواهب. وقع عليه الاختيار عام 1952 ليكون خبيراً فنياً عند فحص التحف والآثار التي خلفتها العائلة المالكة في مصر. وتمت مصادرتها بقيام ثورة 1952. وقد جمعت التحف ذات القيمة الفنية والتاريخية لتستقر في متحف الجزيرة للفنون. وقد استمر في أداء هذه المهمة حتي عام .1955 بعد تأسيسه لكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية عام 1957 تولي منصب أول عميد لها حتي أحيل إلي التقاعد عام .1968 وقد انشأ خلال هذه الفترة متحفاً للفن المصري الحديث بهذه الكلية. وقد تولي في الإسكندرية مهمة تجميل محطة الركاب البحرية. وإقامة متحف وحديقة الخالدين. ومتحف "مدرسة الليسيه". والمتحف البحري. وذلك باعتباره مقرراً للهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب. وتولي تنفيذ العديد من الميداليات التذكارية ومفتاح محافظة الدقهلية ودرع جامعة الاسكندرية وجامعة عين شمس وجامعة القاهرة. ومن المناصب التي تولاها منصب مديرمعهد ليوناردو دافنشي بالقاهرة. والمستشار الفني بوزارة الثقافة. كما كان عضواً بمجلس السلام العالمي. وقد زار الفنان كلاً من السودان وليبيا ولبنان وايطاليا وفرنسا والاتحاد السوفيتي بدعوات رسمية من حكوماتها كما عرضت أعماله في عدد من المعارض الدولية كمعرض باريس الدولي. وبروكسل. وبينالي فينيسيا. وقد حصل من محافظة الاسكندرية علي ميدالية ذهبية ووسام التقدير. تكريماً لجهوده عندما أحيل إلي التقاعد. تنتشر أعماله في العديد من المواقع: منها متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة. ومتحف الحضارة. ومتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية. ومتحف كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية. وهو صاحب أعمال النحت البارز للمدخل الرئيسي لحدائق الحيوان بالجيزة "عام 1936". الذي شارك معه في تنفيذها المثال منصور فرج. والنحت البارز علي محطة سراي القبة "1937" وعلي مبني نادي ضباط الجيش بالزمالك. والنحت البارز علي مبني مصلحة المساحة العسكرية بالقاهرة. وبهو مصلحة الآثار الجوية. وعلي قاعدة تمثال إبراهيم باشا بميدان الأوبرا "1949". وعلي واجهة مبني الكونسيرفتوار "1967". وعلي برج القاهرة "1961". وهو صاحب النسخة الذهبية لقناع توت عنخ آمون الذي أهدته مصر لمتحف ميونخ. وتمثال أمير الشعراء أحمد شوقي المثبت بحدائق الأندلس بالقاهرة "1960". والتمثال النصفي للدكتور علي مصطفي مشرفة. وتمثال النزهة بحديقة السباق في هليوبوليس "1961". وهو الذي قام بترميم تمثال رمسيس الثاني الذي كان مقاماً بميدان باب الحديد بالقاهرة "ميدان رمسيس" عام .1945 وكان آخر تمثال ذلك الذي أقامه للشهيد عبدالمنعم رياض. وقد حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام .1968 ومن أهم مبتكرات الفنان فكرة نقل معبدي أبوسمبل بطريقة النشر والقطع إلي أجزاء. ثم إعادة تركيبها بنفس هيئتها بأعلي هضبة الجبل. كوسيلة لانقاذ المعبدين المنحوتين في الجبل من الغرق تحت مياه بحيرة ناصر. وقد أجازت هيئة اليونسكو مشروع أحمد عثمان. وفضلته علي الأفكار والمشروعات التي عرضها قانون ومهندسون من جميع أنحاء العالم.