قال مسئولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة قد تتخذ قرارا هذا الأسبوع علي أقرب تقدير بشأن تسليح المعارضة السورية في حين أرجأ وزير الخارجية جون كيري زيارة إلي الشرق الأوسط من أجل حضور اجتماعات لبحث هذه المسألة. وتبحث الحكومة الأمريكية منذ شهور مسألة تسليح مقاتلي المعارضة السورية في حربها ضد القوات الحكومية وترفض القيام بذلك حتي الآن. وأكد مسئول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أنه رغم احتمال اتخاذ قرار بخصوص إمكانية البدء في تسليح مقاتلي المعارضة هذا الأسبوع علي أقرب تقدير فإن المداولات بشأن القضية قد تستغرق وقتا أطول. قال مصدر في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن كيري أرجأ زيارته المزمعة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية من أجل حضور الاجتماعات في البيت الأبيض. ومالت الكفة في ميدان المعركة خلال الأسابيع الماضية ضد المعارضة المسلحة بعد أن دخلت جماعة حزب الله اللبنانية لمساندة قوات الرئيس بشار الأسد وساعدتها علي استعادة بلدة القصير الاستراتيجية. وقلل هذا التغير فرص نجاح مؤتمر السلام الذي اقترحته واشنطن وموسكو في تحقيق هدف أوباما بالاتفاق علي عملية انتقال سياسي عن طريق التفاوض لإزاحة الأسد عن السلطة. ويصعب إقناع الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة مع تحقيق قواته لمكاسب بدعم من حزب الله وإيران. تدرس الولاياتالمتحدة وحكومات أخري أيضا أدلة علي احتمال استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية وهو أمر قال أوباما إنه سيمثل تجاوزا "لخط أحمر".. ولا يزال التوصل إلي توافق علي تسليح المعارضة صعب المنال إذ لا يزال صناع القرار في الولاياتالمتحدة يخشون وقوع أي أسلحة أمريكية في أيدي جهات غير مرغوب فيها. وعلاوة علي ذلك من المتوقع أيضا أن ينشغل أوباما وفريقه المعني بالأمن القومي بالجدل الداخلي المتزايد بخصوص برامج مراقبة واسعة تستخدمها الحكومة. يأتي تجدد التركيز علي سوريا بعد أكثر من عامين علي بدء الانتفاضة المناوئة للأسد التي أودت بحياة 80 ألف شخص علي الأقل وتسببت في فرار مئات الآلاف إلي تركيا والأردن ونزوح ملايين آخرين داخل سوريا. قال فريدريك هوف المحلل بمجلس الأطلسي وهو مؤسسة بحثية إن إدارة أوباما ربما تقرر تولي أمر توزيع الأسلحة علي مقاتلي المعارضة ولكن ليس بالضرورة إرسال أسلحة أمريكية. أضاف هوف المسئول المتقاعد الذي عمل في إدارة أوباما وكان متخصصا في السياسة السورية "إذا كان الرئيس سيتخذ هذا القرار هذا الأسبوع.. أظن أنه سيكون قرارا بتولي الولاياتالمتحدة مسئولية عملية تحصل من خلالها وحدات من الجيش السوري الحر يتم فحصها بعناية علي ما تحتاجه من "المساعدات" المميتة وغير المميتة ويحصل اللواء سليم إدريس قائد المجلس العسكري الأعلي علي الثقة الكاملة وترسل الإمدادات من خلاله". وإذا كانت الولاياتالمتحدة سترسل أسلحة من خلال إدريس الذي يقود الجناح العسكري لتكتل المعارضة المدنية الرئيسي فقد يكتسب الضابط السابق بالجيش السوري ثقة مقاتلين آخرين وربما يكتسب سيطرة أكبر علي المقاتلين المعارضين للأسد المنقسمين بشدة.