مستقبلها متوقف علي هذه الجراحة روان رجب عبدالعاطي.. طفلة في السابعة منعمرها تعاني منذ ولادتها من ضعف شديد بالسمع انتهي إلي فقده كاملاً وعدم جدوي استخدام السماعة الطبية بأنواعها معها. انتهي الأطباء إلي أنها في حاجة ماسة لإجراء عملية زرع قوقعة في أسرع وقت لأن أي تأخر يقلل من فرص نجاحها. بدأ والدها يتردد علي التأمين الصحي لاعتماد المبلغ المخصص من الهيئة في المساهمة في تلك العملية ولكن دون جدوي.. تستغيث هذه الطفلة البريئة بالدكتور أشرف حاتم وزير الصحة للموافقة علي تحمل نفقات الجراحة المقررة لها لتسترد حاسة السمع وتبدأ جلسات التخاطب وتتمكن من الانتظام في دراستها. فوق طاقة البشر لا تستطيع أن توقف دموعك وأنت تقرأ رسالتها المليئة بالهموم والابتلاءات مع الشعور بالرضا والصبر وطلب المساعدة علي استحياء شديد رغم أنه ليس هناك من هو أحق منها بتلك المساعدة. اسمها "عواطف. أ. م" عمرها 32 سنة مؤهلها ليسانس دار العلوم رغم أنها قضت 19 سنة من عمرها في سجن المرض والعجز دخلته وهي في الثانية عشرة من عمرها. إنه ضمور العضلات ذلك المرض العنيد الذي لا يرحم ولا يترك صاحبه إلا وهو جثة هامدة ولم يتوصل الطب إلي علاج شاف له. أصيبت معها إحدي شقيقاتها بنفس المرض ورافقتها في رحلة المعاناة والألم بينما سلم منه باقي إخوتها الخمسة. حرص والدها الفلاح الأجير علي توفير علاجها الضروري هي وشقيقتها والذي يعمل علي إطالة عمر العضلات كما أكد الأطباء ولكنه لم يصمد طويلاً أمام نفقاته الباهظة حيث تحتاجان لأدوية وجلسات علاج طبيعي ومتابعة مستمرة بالفحوص والتحاليل. توقفت وشقيقتها عن العلاج وتوقفت حركتهما ولازمتا الفراش وكانت حالة عواطف الأكثر تدهوراً وضاعف من مأساتها إصابتها بورم بالثدي ووجود شوكة عظيمة بالقدمين وإنزلاق شديد في "مشط" القدمين وباتت في حاجة لأكثر من عملية جراحية لا يملك والدها ولو جزءاً من نفقاتها. لقد رحلت أم عواطف وهي تبكي حزناً علي ما أصاب ابنتيها وبدأت حالة الأب الصحية تتدهور يوماً بعد آخر وليس لها وشقيقتها المريضة وباقي إخوتها بعد الله سوي أهل الخير فمن يقف معهم؟! اشتقت لأهلي تحملت مسئولية أسرتي منذ صغري لأن والدي كان مريضاً بأكثر من مرض مزمن وأخي الكبير جاء إلي الدنيا بإعاقة دائمة. واصلت السعي علي والدي وإخوتي ثم تزوجت وجاء لي ثلاثة أبناء ضاعفت من عملي حتي لا أقصر مع أحد إلي أن اشتد المرض علي أبي واضطررت للاستدانة من كل من حولي حتي أنفق علي علاجه حتي رحل. حاولت سداد ديوني ولكني تعرض أخي المعاق لأكثر من أزمة صحية وكلفني علاجه الكثير وضاعف من ديوني حتي رحل هو الآخر. بدأ أصحاب الديون في مقاضاتي وحصل بعضهم علي أحكام نهائية ضدي فهربت من قريتي واشتغلت باليومية بأحد مصانع الطوب في محافظة أخري وأرسل كل أجري لأسرتي لتنفق علي ضروريات حياتها ولا يتبقي معي ما أدخره لسداد ديوني. لقد اشتقت كثيراً لأمي المريضة وأطفالي وتعبت من حياة الغربة والوحدة وأملي أن أجد من يسدد عني ديوني لأعود لبلدي وأهلي. الشحات. ح. م