سؤال أصبح يفرض نفسه الآن: هل كثرة أعمال البلطجة سببها غياب الأمن جزئياً. أم ثورة مضادة فعلاً. أم تجبر المجرمين واستهانتهم بكل شيء ابتداء من الدولة حتي حياتهم؟ منذ يومين تم اختطاف ابنة عفت السادات أثناء توجهها للمدرسة وكأننا في شيكاغو أو نتابع أحد أفلام المافيا.. وبالأمس تعرض محصل كهرباء لمحاولة سرقة تحت تهديد السلاح في القاهرةالجديدة وسقط في العملية قتيلان علي الأقل.. واعقب ذلك تجمهر طالبات جامعة حلوان أمام مكتب رئيس الجامعة للمطالبة بحمايتهن من البلطجية الذين يحاولون اقتحام مدينة الطالبات. ماذا يجري في مصر بالضبط؟ ہہہ عملية تخليص ابنة عفت السادات من يد خاطفيها وسقوط البلطجية بعد ساعات كانت عملية "نظيفة" وناجحة بكل المقاييس وتمت الإشادة بأجهزة الأمن التي لم تقصر قيد أنملة بل اهتمت وتابعت وراقبت ووضعت يدها علي الجناة والفدية في اللحظة المناسبة. وقلنا خيراً.. ها هو الأمن يعود بكامل صحته وعافيته. لكن حدثت عملية القاهرةالجديدة وبفجور. لن اتطرق إلي تفاصيل العملية فكل الصحف تنشرها اليوم. لكن لابد أن نتوقف أمامها لأن السيناريو يتضمن أمرا خطيراً جدا. الضحية تحصن في مدرسة بها تلاميذ وسيارات.. وحدث إطلاق نار.. وكان من المحتمل أن يصاب بعض التلاميذ إضافة إلي الرعب الذي انتاب كل من في المدرسة وأولياء الأمور عندما اشيع أن بلطجية يطلقون النار علي سيارات المدرسة. صحيح أن العملية انتهت وسقط بها ضحايا.. لكنها مؤشر خطير يعيدنا إلي مربع الأمن رقم "1". أيضاً.. فإن بلاغ طالبات جامعة حلوان يدل علي فراغ أمني حول الجامعة والمدينة الجامعية وإلا ما تجمهرت الطالبات أمام مكتب رئيس الجامعة الذي بادر بالاتصال بمدير أمن حلوان فأمر بتكثيف الدوريات في المنطقة. ولا أدري.. هل كان السيد مدير الأمن ينتظر أن تقع كارثة حتي يتحرك.. أو أن يقوم بعض البلطجية باقتحام المدينة وبها آلاف الطالبات فيتعرضن للاغتصاب والاعتداء البدني الذي قد يصل إلي القتل والإصابة حتي يكثف التواجد الأمني؟ لماذا دائماً نتحرك متأخرين وبعد فوات الأوان؟ ہہہ في رأيي أن كل الاحتمالات واردة ابتداء من الغياب الأمني في كثير من المناطق والثورة المضادة لاجهاض ثورة 25 يناير والاستهانة بالدولة وبالحياة نفسها اعتقد أن كثيرا من هؤلاء البلطجية هم من السوابق والخطرين الهاربين من الأقسام والسجون والمحكوم عليهم في قضايا جنائية وبالتالي تستوي لديهم الحياة داخل "الزنازين" والموت قتلاً. يجب أن تكون لدينا شفافية في التعامل .. وأن نعرف أين نحن بالضبط "أمنياً" حتي يحتاط كل مواطن ولا يؤخذ علي غرّة اعتماداً علي أمن غير موجود غالبا. كفانا تعتيماً.. فالأمر لم يعد يحتمل ذلك.. أمن المواطن خط أحمر