لماذا اقتصرت الثورات في العصر الحديث علي الشعوب العربية فقط. باستثناء ما حدث في الثورة البرتقالية بأوكرانيا عام 2005؟ لاشك أن ما يحدث في العالم العربي حالياً ظاهرة إيجابية.. حيث نجد للمرة الأولي من عشرات السنين تخرج الشعوب العربية. المغلوبة علي أمرها. عن صمتها وتعلن العصيان علي قادتها لتقول لهم كفي.. كفي ظلماً وطغيانا.. كفي فساد.. واستبدادا.. كفي استئثارا بالسلطة وتهميش الآخرين.. هذا هو الحال الآن في المنطقة العربية.. ثم يخرج علينا أحد القادة العرب ليقول إن غرفة عمليات في تل أبيب تدير ما يحدث حالياً في العالم العربي. ولم يسأل نفسه بأي ذنب يحدث له ما يجري بأراضيه حالياً وأي إثم اقترف جعل شعبه يخرج عن صمته ويثور عليه بهذا الشكل؟ إن الذنوب كثيرة والآثام عظيمة ولكن هل من متعظ هل من منصف يقول إن ما يحدث له حالياً هو عدل الله وجزاؤه وعقابه ودعوة مظلوم استجاب لها الله وقال لها وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. فكثير من حكامنا العرب. إلا من رحم ربي. أفقروا شعوبهم وأذلوهم وغيبوهم عن تقدم العالم من حولهم. ثم يأتوا بعد ذلك ليقولوا إن ما يحدث الآن بتدبير خارجي وبأياد أجنبية!! حسناً.. ولنقل إنه بتدبير وتخطيط خارجي.. فمن الذي وفر الأداة التي استغلتها الأيادي الأجنبية من الذي عاث فساداً جعل الشعوب تنفجر.. هل الأيادي الخارجية مسئولة عن الفقر والجهل والتخلف الذي تعاني منه الشعوب العربية. فيكفي مثلاً أن نعلم أن معدلات الفقر في اليمن تجاوزت 50 في المائة. وفي ليبيا فمستوي المعيشة مرتفع والأموال متوفرة ولكن الحرية غائبة والقهر هوالسائد في ظل حكم قذافي استمر 42 عاماً. وفي مصر فحدث ولا حرج بدءاً من فقر وجهل وفساد ودولة أمنية نهاية بتخطيط ل"استحمار" الشعب بأكمله وتوريث الحكم. وفي تونس فكان لك أن تتحدث عن القمع والكبت كما تشاء. وفي سوريا فممنوع الخروج عن النص. ومن ثم فكان لزاماً علي هذه الشعوب أن تتحرك وتثور ورحم الله الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في نفسه احتجاجاً علي البلدية في بلدة سيدي بوزيد ومن بعدها أشعل ثورات الشعوب العربية حتي وهو في قبره. ضد الظلم والطغيان من أجل ذلك تثور الشعوب العربية فقط.