سألت الصديق الدكتور فوزي فهمي. المشرف علي مشروع القراءة للجميع. عن الأسباب التي تعيق هذا الإنجاز الثقافي المهم؟ لم يطرح فوزي فهمي سبباً محدداً. وإن أومأ إلي المشروعات التي تواجه التعثر ما لم تيسر لها الموارد المادية الضرورية. إذا كان مشروع القراءة للجميع مكتبة الأسرة في تسمية أخري قد تصدره اسم شخصية ما. فإن المشروع قومي. ملك لمصر كلها. القراءة لكل أفراد الأسرة المصرية. بصرف النظر عن الشخص الذي أطلق إشارة البداية. نحن نفيد من المنجزات باعتبارها منجزات مصرية. صنعها أبناء هذا الوطن في توالي العصور. الفلاح يغرس شتلة النخلة دون أن يشغله ما إذا كان العمر سيتيح له جني ثمارها.. إنه يزرعها لأجيال تالية. وهو ما تصنعه كل الأجيال في مجالات الحياة المختلفة. أعرف أن النفاق هو الذي وضع صورة واحدة علي أغلفة كتب القراءة للجميع. ونسب إلي صاحبتها كلاماً أملاه الرياء والرغبة في الحصول علي إعجاب ولي النعم. والذي يمتد بالضرورة. فيشمل الزوجة والأبناء والمقربين. والآن.. فإن الدعم الذي كان يلقاه مشروع مكتبة الأسرة يجب أن يعود لصالح المشروع. لا أعرف الجهة الممولة. لكن من الصعب تصور أن تمويل مشروع قومي مهم إنما هو لإرضاء شخصية بذاتها. القراءة للجميع تعني أن تصدر الكتب مؤلفة ومترجمة. وتغطي فروع الإنسانيات. بحيث نتجاوز ارتفاع كتب دور النشر في القطاعين العام والخاص. ولعلي شخصيا أقتني الكتاب بعد أن أتحول من الغلاف الأمامي إلي الغلاف الخارجي. سعر الكتاب هو الذي يدفعني لاقتنائه. أو أرجيء الشراء إلي حين ميسرة! ملاحظتي السلبية علي مشروع مكتبة الأسرة اقتصاره علي هيئة الكتاب. هي التي تتولي الطباعة والنشر والتوزيع. وتجد الكتب المدعومة إقبالاً تستعيد به عادة القراءة عافيتها. الوجه الآخر لهذا "الاحتكار" هل لديك وصف آخر؟ هو الانعكاس السلبي علي دور النشر الأخري. حتي الكتب التي أصدرت تلك الدور طبعاتها الأولي. تختارها لجنة المشروع. وتعيد طباعتها في هيئة الكتاب. وتزداد أزمة النشر تفاقماً! نحن نستطيع ضرب مجموعة عصافير بحجر واحد. عندما نعهد إلي كل ناشر بأن يعيد طباعة الكتب التي تختارها لجنة المشروع. فيتحقق رواج نأمله لكل الناشرين. وهو ما لابد أن ينعكس علي صناعة الكتاب. فتعود إلي سوق النشر دور كبيرة. سحب ما كان لديها من إسهامات في حياتنا الثقافية. بينما امتلأت الساحة بنباتات سامة. ممثلة في ناشرين يأخذون نقود الأدباء بدلاً من أن يدفعوا حقوقهم!