عشت أحداثا كثيرة خلال سنوات عمري التي تجاوزت السبعين عاما ابتداء من عهد الملكية والاستعمار ثم ثورة 23 يوليو 1952 مرورا بنكسة 67 ثم حرب 73 المجيدة والانتصار العظيم والآن ثورة 25 يناير والتي أطلق عليها "ثورة شباب ميدان التحرير". وكل حدث من تلك الأحداث كان له مدلول معين فمثلا ثورة 23 يوليو جاءت لتعلن وتؤكد علي انتهاء عصر الملكية وفسادها والانتقال بمصر إلي الجمهورية ونكسة 67 كانت تعني الهزيمة ومرارتها ومراجعة الذات لتصحيح الأخطاء ونصر أكتوبر 73 يعني القضاء علي اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وإعادة الثقة في الجندي المصري وقيادته. أما بخصوص ثورة 25 يناير فهي أمر مختلف تماما حيث إنها تعتبر من أعظم الثورات الشعبية علي مدار التاريخ بدأها شباب في عمر الزهور ثم أحاطت به كل طوائف الشعب وعناصر الأمة في ملحمة سلمية متفردة لم تخل من تقديم شهداء وجرحي واستطاعت بفضل الله أن تسقط حكما استمر 30 سنة من الفساد والاستبداد والقهر والظلم إيذانا بإقامة دولة العدل والحرية والمساواة والكرامة. مطلوب من كل مصري الآن فتح صفحة جديدة بيضاء شعارها "بحبك يا مصر شعبا وجيشا وشرطة". محروس عبدالحي باب الشعرية- القاهرة