أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الليلة الماضية فرض حالة الطوارئ في البلاد. وذلك بعد أن قتلت قوات أمن ومسلحون 43 شخصاً علي الأقل بإطلاق نار علي متظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء يطالبون بإسقاط النظام. وقال صالح في مؤتمر صحفي إن مجلس الدفاع الوطني أعلن حالة الطوارئ. مضيفاً أن هذا القرار يحظر علي المواطنين حمل السلاح. هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في اليمن خلال أقل من عقدين حيث كانت المرة الأولي منتصف مايو 1994 عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. قد أفادت مصادر طبية من صنعاء أن عدد القتلي ارتفع إلي 43. إضافة إلي أكثر من مائتي جريح في الهجوم الذي استهدف مئات الآلاف الذين تظاهروا بعد صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط النظام. وأضافت أن معظم القتلي والجرحي اصيبوا بطلقات في الرأس والعنق والصدر. مؤكدة أن المستشفي الميداني الذي أقامه المعتصمون في ساحة التغيير لم يعد قادراً علي استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحي. تحدثت مصادر إعلامية عن أن إطلاق النار بدأه قناصة كانوا علي أسطح الأبنية المحيطة بالساحة مباشرة بعد صلاة الجمعة. التي أطلق عليها المعتصمون اسم "جمعة الإنذار". وأضافت أن مواجهات عنيفة لاتزال تدور في هذه الأثناء في شارع الرباط قرب ساحة التغيير بصنعاء. وأن قوات الأمن تطوق الساحة. من جهتها ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن من أطلقوا النار علي المتظاهرين هم أفراد أمن يمنيون ومسلحون موالون للحكومة. غير أن الرئيس اليمني أكد أن الشرطة لم تكن موجودة في الساحة ولم تطلق النار. مشيراً إلي أن الاشتباكات حدثت بين مواطنين والمتظاهرين. وقال إنه من الواضح أن عناصر الأسلحة موجودة بين المتظاهرين. بعد إطلاق النار علي المتظاهرين وقعت اشتباكات تركزت في محيط الساحة. وخصوصاً شارع الرباط وشارع العشرين وجولة المركز الطبي الإيراني. كما نشبت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن المركزي أمام حي الجامعة القديمة. وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي وعربات المياه الساخنة وقنابل الغاز. وشوهدت خمس سيارات إسعاف تنقل جرحي سقطوا. في الوقت نفسه أعلنت المعارضة أنه لم يعد هناك مجال للتواصل إلي تفاهم مع النظام. وأدان الرئيس الدوري للتحالف ياسين نعمان الهجوم علي المتظاهرين في صنعاء واعتبره "جريمة" ودعا الرئيس إلي التنحي. ومن جهتها أكدت "اللجنة التحضيرية للحوار الوطني" أنه لا حوار ولا مفاوضات مع النظام. بعد ما اسمتها "مجزرة" الجمعة. أما الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد قحطان فاعتبر ما جري في صنعاء "جريمة إبادة جماعية لشعب أعزل" وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب.