ندعو المصريين المقيمين في الخارج إلي زيادة تحويلاتهم الي مصر لمساعدتها في تلك الظروف الدقيقة التي تمر بها. فإذا كانت أعداد كبيرة من المصريين في دول العالم المختلفة قد تظاهرت في المهجر تأييداً لثورة الشباب واحتفلوا مع أبنائها بنهاية النظام السابق فإن زيادة تحويلاتهم النقدية خدمة تطلبها مصر منهم حالياً. لا نظن أنهم سيتقاعسون عن تلك الخدمة لمصر التي ضحي مئات من شبابها الواعد بأرواحهم من أجلها. وهناك ألوف آخرون لحقت بهم إصابات ربما لا يرجي لها شفاء. وتستحيل إلي عاهات تلازمهم باقي حياتهم. وزيادة التحويلات سوف تحقق لمصر مزايا عديدة فهي سوف تساعد مصر علي الوفاء باحتياجات شعبها وتعوض النقص الحاد الذي تعرضت له في العملات الصعبة بسبب تأثر السياحة وتمنع استنزاف احتياطياتها من العملات الأجنبية والتي تصل حالياً إلي 35 مليار دولار. ولو تعرض هذا الاحتياطي إلي الاستنزاف فسوف ينهار الجنيه المصري ويتعرض الشعب إلي معاناة رهيبة خاصة أن مصر تعتمد علي الاستيراد بشكل كبير. ومن نافلة القول الحديث عن بعض الشعوب التي لا يتواني أبناؤها المقيمون في المهجر أو العاملون خارج أوطانها عن مساعدة تلك الأوطان في الظروف الصعبة. فهناك أبناء المكسيك المقيمون في الولاياتالمتحدة الذين زادوا من تحويلاتهم إلي بلادهم عندما تعرضت لأزمة اقتصادية حادة قبل سنوات. هذا رغم أنهم يحولون أصلاً إلي بلادهم 14 مليار دولار سنوياً. بل إنهم جعلوا عدداً من المتاجر والمطاعم والمنافذ الأخري تقبل التعامل بالبيزو المكسيكي في الولاياتالمتحدة ذاتها مما حماه من الانهيار. ومثلما تفيد هذه التحويلات مصر. فإنها ستعود أيضاً بالفائدة علي أسرهم المقيمة في الوطن.